مستويات تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تسجل أرقامًا جديدة في سوق المعادن النفيسة

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في عام 2025 تشير إلى مرحلة تاريخية غير مسبوقة في الأسواق العالمية، حيث سجلت الأصول والملاذات الآمنة مستويات قياسية جديدة مدفوعة بتزايد وتيرة الطلب العالمي وتصاعد التوقعات بشأن سياسات التيسير النقدي التي يتبعها الفيدرالي الأمريكي، وهو ما انعكس بشكل مباشر وصريح على القفزات السعرية الكبيرة التي شهدتها أونصة الذهب والفضة والبلاتين أمام الدولار المترنح حاليًا.

توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة في ظل خفض الفائدة

شهدت الأسواق تحركات مكثفة أدت إلى ارتفاع سعر الذهب الفوري بنسبة تقدر بنحو 1.2% ليصل إلى مستوى 4531.41 دولاراً للأونصة، وذلك بعد أن لامس في وقت سابق من التداولات ذروة تاريخية عند 4549.71 دولاراً، ولم تتوقف هذه المكاسب عند المعاملات الفورية فقط بل امتدت لتشمل العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم شهر فبراير التي ارتفعت بنسبة 1.1% لتستقر عند الإغلاق عند 4552.70 دولاراً، وتأتي هذه التحولات الجذرية بالتزامن مع توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة التي تضع في الحسبان خفضين مرتقبين في أسعار الفائدة خلال العام القادم؛ مما يعزز من جاذبية الأصول التي لا تدر عائداً ثابتاً في ظل اقتراب العملة الأمريكية من أدنى مستوياتها في شهرين ومحاولة الدول تقليص استثماراتها في السندات والأوراق المالية التقليدية التابعة للولايات المتحدة.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

يعتبر عام 2025 عاماً استثنائياً بامتياز للذهب الذي يتجه لتسجيل أكبر مكاسب سنوية له منذ أواخر السبعينيات وتحديداً عام 1979، حيث ساهم الغموض الجيوسياسي والطلب القوي والمستمر من قبل البنوك المركزية العالمية في دعم هذا الاتجاه التصاعدي القوي، بالإضافة إلى ما سبق فإن ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب والهروب الجماعي من حيازة الدولار قد لعبا دوراً محورياً في تعزيز توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة، حيث يسعى المستثمرون لتأمين محافظهم المالية ضد التقلبات الاقتصادية الكبرى التي خلفتها السياسات النقدية السابقة؛ وهو ما يفسر لماذا حطم الذهب مستوياته القياسية بشكل متتالي وسريع خلال الأشهر الماضية مع بقاء النظرة التفاؤلية هي السائدة لدى كبار المحللين الاستراتيجيين في كبريات بيوت المال العالمية والبورصات الدولية التي تراقب عن كثب تحركات الفيدرالي في الاجتماعات القادمة.

• الطلب المتزايد على الملاذات الآمنة في أوقات عدم الاستقرار الجيوسياسي.
• نهج مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية وخفض الفائدة.
• التوجه الدولي لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي كعملة احتياط وحيدة.
• نقص المعروض العالمي من الفضة وتصنيفها كمعدن حيوي للصناعات الحديثة.
• اضطرابات سلاسل التوريد والضبابية المحيطة بالرسوم الجمركية العالمية.

صعود الفضة والبلاتين ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة

تفوقت الفضة في أدائها النسبي على معدن الذهب خلال الفترة الحالية، حيث قفزت في المعاملات الفورية بنسبة 7% لتلامس مستوى 77.12 دولار للأونصة، وهو ما يعكس ارتفاعاً مذهلاً بنسبة تجاوزت 158% منذ مطلع العام الجاري مدفوعة بنقص حاد في المخزونات وزيادة الطلب الصناعي الكثيف، وتندرج هذه الطفرة ضمن توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة التي تراقب إدراج الفضة على القائمة الأمريكية للمعادن الحرجة؛ مما جذب تدفقات استثمارية هائلة للمعدن الأبيض الذي سجل في جلسات لاحقة 73.68 دولار بعد بلوغ قمته، ولحق بركب هذه الارتفاعات كل من البلاتين الذي قفز بأكثر من 10% ليصل لمستوى 2452.95 دولار في أداء أسبوعي هو الأقوى في تاريخه، والبلاديوم الذي صعد بنسبة 12% محققاً 1901.74 دولار للأونصة؛ وذلك نتيجة شح المعروض والاضطرابات التجارية التي فرضت واقعاً سعرياً جديداً جعل هذه المعادن تتجه بقوة لتحقيق مكاسب سنوية وأسبوعية غير مسبوقة في ذاكرة الأسواق المالية الحديثة.

تمثل هذه الأرقام المسجلة في الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم انعكاساً دقيقاً لما وصلت إليه توقعات أسعار الذهب والمعادن النفيسة من تفاؤل، خاصة مع استمرار نقص الإمدادات والتحولات الهيكلية في النظام النقدي العالمي الذي بدأ يميل بوضوح نحو المعادن الملموسة والنفيسة كحائط صد منيع ضد التضخم وتراجع القوة الشرائية للعملات الورقية الرئيسية.