3 أسباب خفية.. لماذا تواصل أسعار الذهب قفزاتها قبل نهاية عام 2025؟

توقعات أسعار الذهب العالمية شهدت تحولاً تاريخياً مع قفزة المعدن الأصفر لمستويات قياسية غير مسبوقة مدفوعة بتكالب المستثمرين على الملاذات الآمنة، حيث استغلت الأوقية تصاعد التوترات الجيوسياسية الحادة وتراجع العملة الأمريكية لتعزيز مكاسبها القوية في ختام العام الجاري؛ إذ سجل السعر العالمي أعلى قمة في تاريخه عند 4536 دولاراً للأونصة تزامناً مع انفجار مستويات الطلب قبيل مشارف عام 2025؛ مما يعكس ثقة متزايدة في استمرارية الصعود.

أسباب ارتفاع توقعات أسعار الذهب العالمية والمستويات القياسية

تأتي الطفرة الحالية في أسعار المعدن النفيس بعد عودة الأسواق من عطلة عيد الميلاد لتسجل الأوقية رقماً قياسياً جديداً للجلسة الرابعة على التوالي، مظهرةً استقراراً لافتاً فوق حاجز 4500 دولار وسط مؤشرات زخم قوية تعكس حالة تشبع شرائي تقني؛ إذ ساهمت الرغبة العالمية في التحوط ضد عدم الاستقرار في دفع التداولات إلى مناطق مجهولة سابقاً؛ حيث ترافق هذا الزخم مع دخول مضاربين جدد للسوق منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، مستفيدين من حالة تراجع السيولة التقليدية في نهاية الفترات المالية السنوية، وبالتزامن مع رهانات قوية على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيمضي قدماً في مسار خفض الفائدة، وهو الأمر الذي يقلل من جاذبية الأصول المنافسة ويدعم توقعات أسعار الذهب العالمية للنمو والازدهار في المحافظ الاستثمارية الكبرى والصغرى على حد سواء.

تأثير التوترات الجيوسياسية والدولار على توقعات أسعار الذهب العالمية

تلعب الاضطرابات السياسية دور العارضة الأساسية في دعم توقعات أسعار الذهب العالمية، لا سيما مع تشديد الإدارة الأمريكية ضغوطها على صادرات النفط الفنزويلية، مما أثار موجة من القلق حول سلاسل الإمداد العالمية واستقرار الأقاليم الحيوية، وأضافت تصريحات الرئيس دونالد ترامب عبر منصات التواصل الاجتماعي حول العمليات العسكرية في نيجيريا طبقة جديدة من الحذر بين المتداولين؛ ففي ظل تداول الدولار الأمريكي قرب أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر تحت وطأة التوقعات بخفض الفائدة في العام المقبل، تبرز العلاقة العكسية التاريخية التي تشرع أبواب الصعود للذهب، فالعملة الخضراء ما زالت تعاني من ضغوط سلبية رغم التعافي الطفيف؛ مما يجعل حيازة المعدن الذي لا يدر عائداً الخيار الأول للمستثمرين الباحثين عن مخزن للقيمة وآمن من تقلبات العملات الورقية.

نمو حيازات الصناديق الاستثمارية وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب العالمية

أظهرت التقارير الأخيرة الصادرة عن مجلس الذهب العالمي استمرار نمو التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب للأسبوع السابع توالياً حتى منتصف ديسمبر، حيث يعكس هذا الإقبال المؤسسي المتزايد تحولاً جذرياً في استراتيجيات كبار اللاعبين في السوق المالية، ويمكن رصد ملامح هذا التحول من خلال النقاط التالية:

• استيعاب صناديق شمال أمريكا تدفقات ضخمة بلغت حوالي 9.2 طن من الذهب الصافي.
• تجاوز الاضطرابات في الأسواق الأوروبية التي سجلت نزوحاً بمقدار 6.4 طن لصالح مراكز استثمارية أكثر استقراراً.
• التحوط المستمر من قبل البنوك المركزية التي زادت مشترياتها لتقليل الاعتماد على الدولار.
• استفادة المعدن من انخفاض عوائد السندات الحكومية مما جعله يتفوق على أدوات الدين التقليدية.

ساهمت السياسة النقدية التيسيرية المتبعة وحالة عدم اليقين العالمي في جعل توقعات أسعار الذهب العالمية تسجل أفضل أداء سنوي لها منذ عقود طويلة، ومع تزايد حيازات الصناديق وتراجع جاذبية الدولار كعملة احتياط وحيدة، تظل القوة الشرائية للمعدن الثمين في تصاعد مستمر؛ إذ يراقب المحللون عن كثب مستويات المقاومة الجديدة التي قد يختبرها الذهب مع بداية العام الجديد لتحقيق المزيد من القمم القياسية.