تحديثات الصرف بالعراق.. سعر الـ 100 دولار مقابل الدينار بتعاملات السبت الأسبوعية

سعر الدولار مقابل الدينار العراقي يتصدر اهتمامات الشارع العراقي اليوم السبت الموافق 27 ديسمبر الحالي؛ حيث يترقب آلاف المواطنين والمستثمرين والمقيمين في محافظات العراق المختلفة أدق التحديثات الواردة من البنك المركزي ومنصات التداول المحلية، وذلك لما لهذه التقلبات من أثر مباشر وعميق يمس تفاصيل حياتهم المعيشية، ويحدد بشكل لافت قدرتهم الشرائية وتكاليف الحصول على المواد الغذائية الأساسية والخدمات اليومية، وسنقوم في هذا التقرير بتقديم قراءة وافية وشاملة ترصد كافة التحركات اللحظية للعملة الصعبة أمام العملة المحلية لضمان وضع الجميع في صورة المشهد المالي الحالي.

تساؤلات الجمهور حول بكم 100 دولار مقابل الدينار العراقي اليوم؟

تعتبر رغبة المواطنين في الوصول إلى إجابة دقيقة ومنطقية حول استفسار بكم 100 دولار مقابل الدينار العراقي اليوم هي المحرك الأبرز للنشاط الاقتصادي في الأسواق الشعبية ومكاتب الصيرفة المنتشرة في مدن البلاد، وتكشف السجلات الرسمية أن السعر الذي تعتمده المؤسسات المصرفية الحكومية والخاصة لا يزال يحافظ على استقراره النسبي ضمن أطر السياسة النقدية الرسمية؛ حيث يتم صرف ورقة المئة دولار داخل أروقة المصارف بنحو 131,000 دينار عراقي، في المقابل تعيش السوق الموازية أو ما يعرف بالشارع الاقتصادي بالبورصات غير الرسمية حالة من التباين الحاد؛ إذ تقفز الأرقام هناك لتسجل مستويات تتراوح ما بين 142,000 وتصل أحياناً إلى 144,000 دينار لكل مئة دولار، وهذا النوع من الاختلاف الجوهري يعكس حالة التذبذب التي تخضع لعوامل الجغرافيا وتوافر السيولة الدولارية في كل منطقة ومحافظة على حدة.

مستجدات سعر الدولار مقابل الدينار العراقي في مراكز الصرف والبنوك

عند التدقيق في تفاصيل سعر الدولار مقابل الدينار العراقي نلحظ بوضوح أن الفجوة السعرية بين الجهات الرسمية والسوق السوداء قد بدأت تأخذ مساراً تصاعدياً خلال الفترة الماضية نتيجة الضغوط المتزايدة على طلب العملات الأجنبية؛ فبينما يصر البنك المركزي العراقي على الالتزام بسعره الثابت والمقدر بحوالي 1,310 دينار للدولار الواحد، نجد أن التداولات الخارجية والمضاربات في الأسواق غير النظامية قد دفعت بالقيمة لتسجل ما بين 1,420 و1,440 دينار، ويحلل المتابعون للشأن المالي هذا الارتفاع الحاصل في السوق الموازي بكونه نتاجاً طبيعياً لقلة المعروض النقدي من “العملة الخضراء” مقابل طلب متزايد وشره من قبل التجار والمستوردين الذين يحتاجون لتغطية فواتيرهم بالدولار، مما يجعل الرصد اليومي والمستمر لهذه التقلبات ضرورة قصوى لكل فرد ترتبط أعماله أو استهلاكه اليومي بالحالة الاقتصادية العامة داخل العراق.

العوامل المتحكمة في تذبذب سعر الدولار مقابل الدينار العراقي حالياً

هناك منظومة متكاملة من الأسباب السياسية والاقتصادية واللوجستية التي تتشابك لتصيغ في النهاية مستويات سعر الدولار مقابل الدينار العراقي في الوقت الراهن، وهذه الدوافع تساهم بشكل تراكمي في خلق حالة من عدم اليقين لدى المواطن البسيط الذي يخشى ارتفاع كلفة المعيشة، وتتمثل أبرز هذه العوامل في النقاط التالية:

• النمو المتسارع وغير المتوقع في حجم الطلب المحلي على العملة الأمريكية لتلبية احتياجات الاستيراد والعمليات التجارية الكبرى.
• النقص الملموس في كميات النقد الأجنبي المتاحة للتداول الفوري في الأسواق المحلية بعيداً عن القنوات البنكية الرسمية.
• ارتباط الاقتصاد العراقي بشكل شبه كلي بعمليات الاستيراد من الخارج لتأمين المتطلبات الغذائية والسلعية والإنتاجية للسكان.
• تأثير التقلبات الحادة في أسعار الطاقة والنفط بالأسواق العالمية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تخيم على منطقة الشرق الأوسط.
• قوة نشاط المضاربين في السوق السوداء الذين يفرضون تسعيرات تفوق بكثير السعر الرسمي المحدد من قبل الدولة والمصارف.
• تحكم قانون العرض والطلب في جعل قيمة المئة دولار تتراوح في الأسواق الموازية ما بين 131 ألف وصولاً إلى 144 ألف دينار عراقي.

إن تحليل مسار سعر الدولار مقابل الدينار العراقي يتطلب فهماً عميقاً لطريقة عمل النظام المصرفي والتعقيدات التي تسيطر على الأسواق المحلية للتنبؤ بالاتجاهات القادمة للعملة؛ فالسوق الموازية التي تجاوزت فيها الأرقام حاجز الـ 131 ألف دينار تفرض على الجميع توخي الحذر، لا سيما وأن التسعير النهائي يظل مرتبطاً بمتغيرات سياسية واقتصادية طارئة تؤثر بشكل مباشر على وتيرة البيع والشراء في كافة أرجاء البلاد.