قمم تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تسجل مستويات غير مسبوقة في الأسواق العالمية

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة إلى مستويات تاريخية هي المحرك الرئيسي للتغيرات الكبيرة التي طرأت على الأسواق العالمية في تعاملات اليوم الجمعة، إذ سجل المعدن الأصفر أرقاماً غير مسبوقة مدفوعاً بزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة؛ يأتي هذا التحول النوعي تزامناً مع توقعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة خلال العام المقبل، ما دفع المستثمرين لتعزيز مراكزهم في الأصول النفيسة للتحوط من تقلبات الاقتصاد العالمي وضعف العائد على الدولار.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة والقمم التاريخية للمعدن الأصفر

تتمثل أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة في جملة من العوامل الاقتصادية المتداخلة التي بدأت تظهر آثارها بوضوح مع تسجيل الذهب لسعر 4,530.60 دولار للأونصة في وقت مبكر من الجلسة؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل واصلت العقود الآجلة للصعود لتلامس مستويات 4,543.05 دولار، مما يعكس رغبة المستثمرين العارمة في حيازة الأصول المادية بعيداً عن تقلبات العملات الورقية المتراجعة، حيث لعب تراجع العوائد على الأصول المقومة بالعملة الأمريكية دوراً جوهرياً في تحفيز الشهية الشرائية وزيادة الثقة في المسار الصاعد المستقبلي للمعدن النفيس، وهو ما يتزامن مع مخاوف عميقة تتعلق بتباطؤ النمو الاقتصادي في كبرى الأسواق الدولية، ما جعل الذهب يتصدر المشهد كخيار أول لحماية المحافظ الاستثمارية من التضخم ومن سياسات البنوك المركزية التي تتجه لخفض الفائدة بشكل متتابع لإنعاش الأسواق المتعثرة.

المعدن النفيس السعر المسجل (أونصة) أهم المحركات
الذهب (عقود فورية) 4,530.60 دولار توقعات خفض الفائدة الأمريكية
الذهب (عقود آجلة) 4,543.05 دولار ضعف الدولار والمخاوف الاقتصادية
الفضة 75 دولاراً نقص المعروض والطلب الصناعي
البلاتين 2,413.62 دولار تنامي الطلب والملاذات الآمنة

العوامل الصناعية والجيوسياسية المؤثرة في أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة

عند البحث في أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة نجد أن المعدن الأبيض حقق اختراقاً مذهلاً بتجاوزه حاجز 75 دولاراً للأونصة، مسجلاً مكاسب خرافية بلغت 158% منذ مطلع العام الجاري بفضل التفوق الواضح في العائد مقارنة بالذهب؛ وهذا التألق يعزى مباشرة إلى نقص المعروض العالمي في الأسواق مع زيادة مفرطة في الطلب من قطاعات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة بإدراج الفضة رسمياً ضمن قائمة المعادن الحرجة، مما منحها وضعاً استراتيجياً جديداً يعزز قيمتها في الصناعات العسكرية والتقنية الدقيقة، وفي ذات الوقت ساهمت التوترات الجيوسياسية المشتعلة في فنزويلا ونيجيريا في دفع المستثمرين للبحث عن الأمان في المعادن، مستغلين تراجع الدولار لأدنى مستوياته في شهرين لزيادة الكميات المخزنة لديهم قبل حدوث أي قفزات سعرية أخرى في المستقبل القريب.

  • تحول البنوك المركزية العالمية نحو تقليص احتياطيات الدولار وزيادة حيازة السبائك.
  • الطلب الصناعي القوي في قطاع التقنيات الصديقة للبيئة والسيارات الكهربائية.
  • الاضطرابات والتوترات السياسية في المناطق الحيوية لإنتاج الموارد الطبيعية.
  • التنويع الاستراتيجي للأصول المالية للتحوط من المخاطر الاقتصادية طويلة الأجل.

أداء البلاتين والبلاديوم ضمن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة العالمية

لا تنفصل أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة عن الزخم الذي شهده سوق البلاتين الذي قفز لمستوى 2,413.62 دولار للأونصة، والبلاديوم الذي صعد لمستوى 1,757.25 دولار مدفوعاً بقرارات دولية جديدة؛ هذه القرارات سمحت بتمديد استخدام محركات الاحتراق الداخلي لفترة أطول مما كان متوقعاً، ما أدى لانفجار في الطلب من قبل شركات صناعة السيارات العالمية التي تعتمد على هذه المعادن في أنظمة تنقية عوادم السيارات، وهو ما يعزز التوقعات باستمرار القوة الشرائية في هذه الأسواق لفترات ممتدة، ومن الواضح أن جميع المعادن الثمينة والنفيسة أصبحت الآن تعمل ككتلة واحدة في مواجهة التضخم وتراجع القوة الشرائية للدولار الأمريكي، مع استمرار البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها بعيداً عن الأوراق المالية التقليدية لضمان الاستقرار المالي في ظل نظام اقتصادي عالمي يمر بمرحلة إعادة تشكيل شاملة ومفصلية.

إن مراقبة أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة توضح مدى الترابط بين السياسات النقدية الأمريكية وبين الرغبة الدولية في تأمين الثروات عبر المعادن المادية؛ حيث نجد أن الأسواق تترقب حالياً أي إشارات إضافية من الفيدرالي لتأكيد التوجهات القادمة التي قد تدفع هذه الأسعار إلى مستويات تاريخية جديدة غير مسبوقة.