تراجع الين الياباني.. تحركات مرتقبة من طوكيو لدعم العملة أمام الدولار المستمر بالصعود

توقعات تدخل السلطات اليابانية لدعم الين تسيطر بشكل كامل على مشهد أسواق الصرف العالمية خلال تعاملات اليوم الجمعة، حيث يترقب المستثمرون بحذر أي تحرك رسمي من طوكيو لانتشال العملة المحلية من دوامة التراجع أمام الدولار الأمريكي الذي شهد ارتفاعاً بنسبة 0.42% ليصل إلى مستوى 156.44 ين، وذلك بالتزامن مع معاملات تتسم بالضعف النسبي للعملة الخضراء مقابل اليورو في ظل ترقب واسع لسياسات البنوك المركزية الكبرى وتأثيرها المباشر على حركة السيولة العالمية.

توقعات تدخل السلطات اليابانية لدعم الين في ظل تحديات التضخم

واصل الين الياباني مساره النزولي الملحوظ رغم إقدام بنك اليابان المركزي على خطوة رفع أسعار الفائدة خلال الأسبوع المنصرم، وهي الخطوة التي اصطدمت بمخاوف الأسواق حيال نية الحكومة تعزيز النشاط الاقتصادي عبر مسارات قد لا تدعم العملة بشكل مباشر، وبالتوازي مع ذلك قدمت الحكومة اليابانية مقترحاً لإنفاق قياسي في السنة المالية القادمة مع محاولة لضبط إصدار الديون الجديدة، وهو ما يضع رئيسة الوزراء “ساناي تاكايتشي” أمام اختبار صعب يتمثل في كيفية الموازنة بين دفع عجلة النمو الاقتصادي وبين السيطرة على معدلات التضخم التي لا تزال تتجاوز المستهدفات التي حددها البنك المركزي، بينما تشير بيانات التضخم الأساسي في العاصمة طوكيو لشهر ديسمبر إلى تباطؤ طفيف ناتج عن هدوء وتيرة أسعار الغذاء؛ إلا أن بقاء الأرقام فوق مستوى 2% يعزز من احتمالات العودة لرفع تكاليف الاقتراض قريباً.

موقف البنك المركزي وتأثير توقعات تدخل السلطات اليابانية لدعم الين

أكد محافظ بنك اليابان “كازو أويدا” أن التضخم الأساسي في البلاد يتحرك في وتيرة تصاعدية تدريجية ويقترب بثبات من المستهدفات الرسمية، وهو ما يفتح الباب أمام استمرار سياسة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة لمواجهة الضغوط السعرية، ومع تزايد الضغوط خرجت وزيرة المالية “ساتسوكي كاتاياما” بتصريحات حازمة مفادها أن اليابان تملك كامل الصلاحيات والحرية في التدخل لمواجهة أي تحركات عنيفة وغير مبررة في سوق الصرف، وهذا التحذير وصفه المحللون بأنه الأقوى حتى الآن لردع المضاربين وتخفيف حدة الهبوط الحاد في قيمة العملة، وفيما يلي نلخص أبرز المتغيرات المؤثرة في المشهد الحالي:

• تحذيرات رسمية من وزارة المالية اليابانية بالتدخل المباشر في سوق العملات.
• تسارع التضخم الأساسي يقترب من هدف 2% مما يرجح رفع الفائدة مجدداً.
• تباطؤ تكاليف الغذاء ساهم في تهدئة التضخم بالعاصمة طوكيو بشكل نسبي.
• توازن الحكومة بين الإنفاق القياسي وبين تقليص الاعتماد على الديون.

تراجع الدولار وموقع توقعات تدخل السلطات اليابانية لدعم الين

على الجانب الآخر من المحيط، يراقب المتداولون مؤشر الدولار الذي سجل ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.02% ليصل إلى 97.96 نقطة، في حين تمكن اليورو من الارتفاع بنسبة 0.04% ليصل إلى 1.1782 دولار، وعلى العكس من ذلك عانى الجنيه الإسترليني من تراجع بنسبة 0.14% ليستقر عند 1.3504 دولار، وتعكس هذه التحركات رهان الأسواق على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسلسلة من تخفيضات الفائدة العام المقبل تبدأ في مارس، حيث يوازن المسؤولون الأمريكيون بين تراجع أداء سوق العمل واستمرار التضخم في تجاوز مستهدف الـ 2%، كما شهدت أسواق الأصول الرقمية نشاطاً إيجابياً مع صعود البتكوين بنسبة 0.50% لتتداول عند مستويات 88288 دولاراً، مما يعطي انطباعاً بتنوع شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

تستقر الأسواق العالمية الآن في حالة ترقب شديد لما ستسفر عنه الأيام المقبلة، خاصة أن تعزيز توقعات تدخل السلطات اليابانية لدعم الين قد يغير مجرى التداولات في لحظة واحدة، ومع التحذيرات المتتالية من طوكيو، يبدو أن الصراع بين قوى السوق والتدخل الحكومي المرتقب سيظل هو المحرك الأساسي لأسعار الصرف حتى نهاية العام.