قمة تاريخية جديدة.. أسعار الذهب تشتعل عالميًا بدفع من توقعات خفض الفائدة بالولايات المتحدة

توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا تسيطر حاليًا على مشهد الأسواق المالية، حيث شهد المعدن الأصفر انطلاقة قوية مع بداية تداولات الأسبوع، محققًا قفزة تاريخية غير مسبوقة مدفوعة بتزايد الرهانات على توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض أعمق لأسعار الفائدة، بالتزامن مع اشتعال وتيرة التوترات الجيوسياسية في مناطق متفرقة من العالم، وهو ما دفع المستثمرين للهروب نحو الذهب باعتباره الملاذ الآمن الأكثر ثقة في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية الحادة.

توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا بعد كسر حاجز 4400 دولار

قفزت أونصة الذهب في المعاملات الفورية بنسبة وصلت إلى 1.7% لتستقر عند مستوى تاريخي جديد بلغ 4420 دولارًا، بعد أن كان الافتتاح عند حدود 4340 دولارًا، لتعود وتستقر قليلًا قرب 4412 دولارًا في الوقت الحالي؛ ويأتي هذا الأداء المذهل استكمالًا لمسيرة الصعود التي بدأت منذ مطلع ديسمبر الجاري بمكاسب بلغت 4.7%، لتصل إجمالي أرباح المعدن منذ بداية عام 2025 إلى نحو 68.2%، وهي أرقام تعكس قوة الزخم الشرائي والتحول الجذري في تفضيلات المستثمرين؛ ورغم أن شهر ديسمبر يتسم تاريخيًا بالطلب الموسمي المرتفع، إلا أن حالة الحذر تظل قائمة مع اقتراب نهاية العام بسبب احتمالات تراجع السيولة واتجاه البعض لجني الأرباح بعد هذا الصعود الصاروخي.

المؤشر السعري القيمة الحالية/النسبة
سعر أونصة الذهب عالميًا 4420 دولار (قمة تاريخية)
سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر 5860 جنيهًا
نسبة أرباح الذهب منذ مطلع 2025 68.2%
مكاسب الذهب خلال ديسمبر فقط 4.7%

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا والفائدة الأمريكية

ترتبط قوة الذهب الحالية بشكل وثيق بتنامي التوقعات حول استمرار البنك المركزي الأمريكي في دورة التيسير النقدي، خاصة عقب صدور بيانات اقتصادية تشير إلى ضعف التضخم وتباطؤ وتيرة نمو سوق العمل في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وتؤكد التحليلات الفنية أن الأسواق تترقب الآن خفضين إضافيين للفائدة خلال العام المقبل، وهو ما يجعل الذهب، الذي لا يدر عائدًا دوريًا، أكثر جاذبية مقارنة بالسندات والعملات؛ كما تلعب البنوك المركزية دورًا محوريًا في هذا المشهد عبر استمرارها في سياسة التحوط وزيادة احتياطاتها من الأصول النفيسة، مما يضع أرضية صلبة لأي توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا في الفترة المقبلة، خاصة مع مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي التي بدأت تلوح في الأفق منذ أواخر العام الجاري.

تشمل الأسباب الرئيسية لزيادة الطلب على الذهب النقاط التالية:

  • تزايد التكهنات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية لمواجهة الركود الاقتصادي المحتمل.
  • استمرار البنوك المركزية العالمية في تعزيز مخزونها من الذهب كاحتياطي استراتيجي.
  • ضعف بيانات التضخم الأمريكية التي تعطي الضوء الأخضر لسياسات نقدية أكثر تساهلًا.
  • الهروب من تقلبات أسواق الأسهم والعملات الورقية نحو الأصول الملموسة والآمنة.

أثر الصراعات الجيوسياسية على توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا

ساهمت التوترات السياسية المتصاعدة في إشعال فتيل الصعود، حيث يسود القلق من احتمال تنفيذ ضربات عسكرية جديدة بين إسرائيل وإيران، خاصة مع تزايد التقارير حول تطورات البرنامج النووي الإيراني؛ ولم تتوقف الضغوط عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل التوترات بين واشنطن وفنزويلا بعد أنباء عن اعتراض ناقلات نفط، مما عزز من حالة عدم اليقين في تداولات الطاقة والمعادن؛ وانعكس هذا المشهد بوضوح على السوق المصرية، حيث قفز سعر جرام الذهب عيار 21 ليلامس مستوى 5860 جنيهًا، متجاوزًا حالة الركود العرضي التي سيطرت عليه طويلًا؛ ويعتمد تسعير الذهب في مصر بشكل مباشر على حركة الأونصة عالميًا، وهو ما جعل القمة التاريخية العالمية تترجم فورًا إلى ارتفاع محلي ملحوظ، رغم استقرار سعر صرف الدولار داخل القطاع المصرفي المصري.

تستهدف توقعات أسعار الذهب عالميًا ومحليًا في المدى القريب مراقبة الثبات فوق مستوى 4400 دولار للأونصة، حيث نجح المعدن في اختراق مستويات مقاومة فنية هامة عند 4375 دولارًا؛ أما على الصعيد المحلي، فإن تجاوز الذهب عيار 21 حاجز 5800 جنيه يفتح الباب أمام موجة صعودية جديدة قد تستمر إذا حافظ السعر العالمي على مكاسبه ولم يدخل في تصحيح عميق؛ ويراقب المتابعون بحذر شديد تحركات السيولة خلال عطلات نهاية العام، حيث تظل التوقعات مرهونة بمدى استجابة الأسواق للتطورات السياسية المتسارعة وقرارات الفيدرالي المرتقبة.