تحركات مفاجئة للذهب.. وجهة المستثمرين المفضلة بعد تقلبات الأسواق العالمية الأخيرة

توقعات أسعار الذهب والفضة في ظل المخاطر الجيوسياسية باتت الشغل الشاغل للمستثمرين حول العالم، حيث شهدت الأسواق قفزة تاريخية غير مسبوقة مع نهاية عام 2025، لاسيما بعد أن سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية وصلت إلى 4561 دولاراً للأونصة، وتزامنت هذه التحركات السعرية الكبيرة مع اضطرابات سياسية واقتصادية عالمية، مما عزز مكانة المعادن النفيسة كملاذ آمن للتحوط ضد تقلبات العملات وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية المستمر.

أسباب ارتفاع توقعات أسعار الذهب والفضة عالمياً

يرى الخبراء والمحللون الاقتصاديون أن انفجار الأسعار الحالي ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تداخل معقد لمجموعة من العوامل التي تدعم توقعات أسعار الذهب والفضة نحو مزيد من الصعود، حيث أوضح كيلفين وونغ، وهو كبير محللي السوق في شركة “واندا” العالمية، أن السوق يشهد منذ مطلع شهر ديسمبر حالة من القوة الذاتية المدفوعة بعمليات المضاربة المكثفة؛ إذ إن انخفاض السيولة التقليدي الذي يرافق نهاية العام الميلادي ساعد في تسريع وتيرة الارتفاعات السعرية وجعل حركة السوق أكثر حساسية للأخبار والتقارير الاقتصادية والسياسية الواردة من العواصم الكبرى، وبناءً عليه فإن المشهد الحالي يعكس تزايد ثقة المستثمرين في قيمة الأصول الملموسة بعيداً عن تقلبات أسواق الأسهم والعملات الورقية التي تعاني من ضغوط التضخم وتراجع القوة الشرائية، ولذلك تظل توقعات أسعار الذهب والفضة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمدى استقرار أو تأزم الأوضاع في مناطق الصراع العالمية.

تأثير الفائدة والمخاطر السياسية على توقعات أسعار الذهب والفضة

تلعب السياسة النقدية الأمريكية دوراً محورياً في رسم ملامح توقعات أسعار الذهب والفضة للفترات القادمة، فمع استمرار التوقعات التي تشير إلى اتجاه البنك المركزي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة لفترة زمنية طويلة، يتزايد الإقبال على شراء المعادن التي لا تدر عائداً ثابتاً ولكنها تحفظ القيمة، كما أن تصاعد المخاطر الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم دفع رؤوس الأموال للهروب نحو الذهب والفضة بحثاً عن الأمان؛ فالتقلبات الحادة في الأسواق المالية العالمية وحالة عدم اليقين السياسي جعلت من الصعب التنبؤ بمسار الأصول التقليدية، وهو ما يفسر تسجيل العقود الآجلة للذهب لشهر فبراير زيادة بنسبة 0.86% لتتداول عند مستويات 4541 دولاراً، بعد أن لامست بالفعل القمة التاريخية عند 4561.4 دولاراً خلال التداولات الصباحية في مدينة موسكو يوم الجمعة الموافق 26 ديسمبر، مما يؤكد أن توقعات أسعار الذهب والفضة تسير في مسار صعودي واضح للجميع.

المعدن والنوع السعر القياسي المسجل (دولار) نسبة الارتفاع أو الموعد
عقود الذهب (فبراير) 4561.4 دولار للأونصة ارتفاع بنسبة 0.86%
عقود الفضة (مارس) 75.145 دولار للأونصة ارتفاع بنسبة 4.83%
توقيت الرصد (موسكو) 26 ديسمبر 2025 الساعة 8:49 صباحاً

تحليل العوامل الدافعة لنمو توقعات أسعار الذهب والفضة

بالنظر إلى التفاصيل الدقيقة لحركة المعادن، نجد أن الفضة لم تكن بمعزل عن هذا السباق المحموم، بل قدمت أداءً مذهلاً عزز من توقعات أسعار الذهب والفضة الإيجابية، حيث قفزت عقود الفضة الآجلة لشهر مارس بنسبة بلغت 4.83% لتستقر عند 75.145 دولاراً للأونصة؛ وكان هذا التحول قد بدأ منذ الساعات الأولى للتعاملات عندما كسرت الأسعار حاجز 72.485 دولاراً كبداية لسلسلة من المستويات التاريخية الجديدة، ويمكن تلخيص المحركات الأساسية التي تدعم هذه القفزات في النقاط التالية:

  • تراجع مستويات السيولة المالية مع إغلاقات نهاية السنة المالية.
  • ترقب المستثمرين لخفض جديد في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
  • اشتعال الصراعات الجيوسياسية التي تزيد من بريق الملاذات الآمنة.
  • نشاط عمليات المضاربة الفنية التي تستهدف كسر حواجز سعرية جديدة.

إن الاستقرار بعيد المنال في ظل الظروف الراهنة يجعل من الذهب والفضة الأدوات الوحيدة القادرة على مواجهة العواصف الاقتصادية، ومع استمرار هذه المعطيات تظل توقعات أسعار الذهب والفضة تشير إلى استدامة هذه المستويات القياسية؛ فالواقع الاقتصادي الحالي يؤكد أن شهية المستثمرين للمخاطرة قد تراجعت بشكل كبير لصالح المعادن الثمينة التي أثبتت تاريخياً قدرتها على الصمود أمام الأزمات العنيفة وتصاعد وتيرة النزاعات الدولية التي لا تبدو لها نهاية قريبة في الأفق.