مستويات تاريخية جديدة.. قفزة مفاجئة في أسعار الذهب تثير تساؤلات المستثمرين حول الأسباب

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة لمستويات قياسية خلال عام 2025 تتبلور في مزيج معقد من الاضطرابات السياسية والتحولات الاقتصادية الكبرى التي عصفت بالأسواق العالمية مؤخرًا، حيث اندفع المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مع زيادة حدة التوترات الجيوسياسية وتراجع قيمة العملة الأمريكية بشكل ملحوظ أمام العملات الرئيسية الأخرى؛ مما دفع المعدن الأصفر لتسجيل قفزات تاريخية غير مسبوقة وتجاوز مستويات لم يعهدها المحللون من قبل في ظل الظروف الراهنة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة والتوترات الجيوسياسية

تهيمن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة على المشهد المالي العالمي بعد أن وصل سعر الذهب الفوري إلى مستويات تفوق 4530 دولارًا للأونصة الواحدة؛ محققًا مكاسب أسبوعية قوية تأثرت بشكل مباشر بتصاعد حدة الأزمة في فنزويلا نتيجة تشديد الولايات المتحدة حصارها على ناقلات النفط للضغط على حكومة نيكولاس مادورو، وبالتوازي مع هذه الأحداث، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن شن واشنطن ضربات جوية ضد تنظيم “داعش” في نيجيريا؛ وهي الخطوة التي عززت من جاذبية المعادن النفيسة وزادت من شغف الصناديق الاستثمارية بالتحوط ضد المخاطر العسكرية والسياسية المتفاقمة التي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي وتدفع السيولة نحو الأصول الصلبة بعيدًا عن الأسهم والسندات التقليدية التي تتأثر بالحروب والنزاعات الدولية.

العوامل الاقتصادية الكامنة وراء أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة

تلعب البيانات النقدية دورًا جوهريًا ضمن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة التاريخية، فقد شهد مؤشر “بلومبرج” الفوري للدولار انخفاضًا بنسبة 0.8% خلال أسبوع واحد فقط؛ وهو ما يمثل أكبر تراجع للعملة الأمريكية منذ شهر يونيو من العام الماضي، هذا الضعف في الدولار جعل المعادن الثمينة أكثر إغراءً وجاذبية للمستثمرين الدوليين الذين يبحثون عن مخزن للقيمة يحميهم من تقلبات العملات، وتستمر الفضة في مسارها الصاعد للجلسة الخامسة على التوالي، حيث ارتفعت بنسبة تصل إلى 4.5% لتتخطى حاجز 75 دولارًا للأونصة لأول مرة في تاريخها؛ مدفوعة بموجة من التدفقات المضاربية واضطرابات حادة في سلاسل الإمداد العالمية عقب أزمة الضغط التاريخية التي هزت الأسواق في شهر أكتوبر الماضي وأدت إلى شح المعروض وارتفاع الأسعار بشكل جنوني.

أداء المعادن النفيسة وتحليلات أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة

عند استعراض أداء الأسواق نجد أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة تعود جزئيًا إلى الأداء الخرافي خلال عام 2025، فقد قفز الذهب بنسبة 70% بينما سجلت الفضة أفضل أداء سنوي لها منذ عام 1979 بارتفاع تجاوز 150%، وتدعم هذه الأرقام عدة ركائز استثمارية قوية يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

• زيادة وتيرة مشتريات البنوك المركزية حول العالم لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار.
• التدفقات النقدية الضخمة نحو صناديق المؤشرات المتداولة بالبورصة (ETFs).
• تأثير التخفيضات الثلاث المتتالية لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
• توقعات المستثمرين باستمرار خفض تكاليف الاقتراض خلال عام 2026.
• نمو حيازات صندوق “SPDR Gold Trust” التابع لشركة ستيت ستريت كورب بنسبة تفوق الخمس.

تفوق الفضة ضمن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة في الأسواق

رغم التركيز الإعلامي على المعدن الأصفر، إلا أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة كشفت عن قوة استثنائية للفضة التي سجلت تدفقات هائلة نحو خزائن لندن منذ موجة الضغط في أكتوبر، وفي الوقت الذي يظل فيه جزء كبير من الإمدادات محتجزًا في نيويورك؛ يراقب المستثمرون بحذر نتائج التحقيقات التي تجريها وزارة التجارة الأمريكية بشأن واردات المعادن الحيوية؛ حيث إن أي قرارات بفرض رسوم أو قيود جديدة قد تشعل الأسعار مجددًا، وقد امتدت هذه الموجة لتشمل البلاتين الذي صعد بنسبة 4.8% مسجلًا أعلى مستوياته منذ عقود، والبلاديوم الذي ارتفع بنسبة 4%؛ مما يعكس حالة من التفاؤل العام في قطاع المعادن الثمينة التي أصبحت الملاذ الوحيد الموثوق في ظل حالة عدم اليقين المسيطرة على المشهد المالي والسياسي العالمي.

ويكشف تتبع المسار السعري أن أسباب ارتفاع أسعار الذهب والفضة ما زالت قائمة بقوة، حيث سجل الذهب عيار 18 والسبائك الذهبية في دول مثل مصر والبحرين تحركات متسارعة تزامناً مع أسعار الخميس 25 ديسمبر 2025، مما يعكس الأثر المباشر للبورصات العالمية على الأسواق المحلية والقدرة الشرائية للأفراد الباحثين عن حماية مدخراتهم من تآكل العملة الورقية.