قفزة تاريخية.. أسعار الذهب تربح 42 دولاراً وتكسر الأرقام القياسية بالأسواق العالمية

توقعات أسعار الذهب في عام 2026 تسيطر على اهتمامات المستثمرين حاليًا بعد أن قفز المعدن النفيس بنحو 42 دولارًا خلال تعاملات اليوم الجمعة 26 ديسمبر/كانون الأول 2025، مسجلًا مستويات قياسية غير مسبوقة مدفوعًا بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث أسهم الزخم المضاربي وتراجع السيولة نهاية العام وتصاعد التوترات الجيوسياسية في بلوغ هذه القمم التاريخية.

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار الذهب في عام 2026

استقطبت توقعات أسعار الذهب في عام 2026 اهتمام الأسواق العالمية بشكل مكثف؛ نتيجة إقبال المستثمرين على شراء المعادن الثمينة للتحوط من المخاطر الجيوسياسية والتجارية المتنامية، خاصة مع ترقب سياسة نقدية أمريكية أكثر مرونة، وهو ما دفع الذهب لتحقيق مكاسب تاريخية تعوض خسائر جلسة الخميس التي شهدت انخفاضًا طفيفًا بسبب قوة الدولار، وبالنظر إلى المعطيات الحالية يظهر الجدول التالي الأسعار المسجلة في السوق العالمية اليوم:

تحليل الخبراء حول مستقبل وتوقعات أسعار الذهب في عام 2026

يشير المحللون إلى أن اللاعبين والمضاربين المدفوعين بالزخم هم من يقودون موجة الصعود الحالية منذ أوائل ديسمبر، حيث تكاتفت عوامل ضعف السيولة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية لفترة طويلة مع ضعف العملة الخضراء لدعم المعادن، ويرى كيلفن وونغ من شركة أواندا أن النصف الأول من السنة القادمة قد يشهد توجه الذهب نحو مستويات 5 آلاف دولار، بينما قد تلامس الفضة مستوى 90 دولارًا للأوقية في ظل هذه الظروف، وتتضمن قائمة المسببات الجوهرية لهذا الاندفاع ما يلي:

• تخفيف السياسة النقدية من قبل البنك المركزي الأمريكي بشكل مستمر.
• الطلب القوي والمستدام من قبل المصارف المركزية العالمية لتنويع الاحتياطيات.
• ارتفاع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة وتراجع الاعتماد على الدولار.
• العجز الهيكلي في المعروض من الفضة والطلب الصناعي المتزايد عليها كعدن حيوي.

الأبعاد الجيوسياسية وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب في عام 2026

ترتبط توقعات أسعار الذهب في عام 2026 ارتباطًا وثيقًا بالأحداث العالمية المشتعلة، ومنها تركيز الولايات المتحدة على فرض حصار نفطي على فنزويلا، والعمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في نيجيريا رداً على استهداف المجتمعات المحلية؛ مما يعزز مكانة الذهب كأداة تحوط أساسية، وبجانب الذهب حققت معادن البلاتين والبلاديوم قفزات مذهلة تجاوزت 165% و90% على التوالي منذ بداية العام، وذلك نتيجة لمحدودية العرض وعدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية والتحولات الكبيرة في شهية الاستثمار الصناعي، إذ يؤكد الخبراء في شركة ريلاينس للأوراق المالية أن المخاوف المتعلقة بالعقوبات دفعت المخازن في الولايات المتحدة لتغطية مراكزها وتأمين احتياجاتها بشكل عاجل.

إن تزايد حدة التوترات الدولية واستمرار خفض تكلفة الإقراض سيجعل الأصول التي لا تدر عائدًا ثابتًا تستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة؛ لتواصل المعادن الثمينة رحلة الصعود التي بدأت منذ عام 1979 وتحقق أرقامًا قياسية تتجاوز التقديرات الأولية للأسواق العالمية والمستثمرين الطامحين في الحماية المالية.