تحرك مفاجئ.. تصريحات المرأة الحديدية تربك حسابات الدولار والين في سوق فوركس

توقعات سعر صرف الين والدولار تسيطر حالياً على مشهد أسواق العملات العالمية، حيث تتصاعد التكهنات حول تدخل ياباني وشيك لدعم العملة المحلية تزامناً مع احتمالات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بينما تترقب الأوساط المالية انعكاسات السياسات المتناقضة بين طوكيو وواشنطن على أداء سوق “الفوركس” في ظل التحولات الدراماتيكية التي تشهدها القوى الاقتصادية الكبرى مع نهاية العام الحالي وبداية العام الجديد.

تأثير السياسة النقدية على توقعات سعر صرف الين والدولار

شهدت التعاملات المبكرة يوم الجمعة حالة من التذبذب الواضح متأثرة بالعلاقة الوطيدة بين العملتين، حيث تراجع الين أمام الدولار عقب تصريحات ساناي تاكايتشي، رئيسة وزراء اليابان المعروفة بـ “المرأة الحديدية”؛ إذ أقرت الحكومة موازنة قياسية للسنة المالية المقبلة تهدف لموازنة السياسة المالية الاستباقية مع إدارة الديون، وقد حاولت تاكايتشي تهدئة الأسواق حيال خطتها التحفيزية الضخمة ملمحة لتقليص إصدار السندات طويلة الأجل، وفي سياق متصل برزت توترات جيوسياسية في نيجيريا ألقت بظلالها على أسواق الطاقة وانعكست بشكل غير مباشر على شهية المخاطرة، بينما ارتفع مؤشر الدولار بشكل طفيف من أدنى مستوياته المسجلة منذ مطلع أكتوبر الماضي أمام سلة من العملات الرئيسية؛ مما يعكس صراعاً محتدماً بين الرغبة في التحوط وبين واقع البيانات الاقتصادية المتغيرة التي تعيد رسم خارطة الأوزان النسبية للعملات في المحافظ الدولية.

العوامل الفنية والأساسية في تحديد توقعات سعر صرف الين والدولار

تحركات مؤشر الدولار الذي يقترب من مستوى 98 نقطة تكشف عن نزيف مستمر في قيمته على المدى الطويل، حيث سجلت العملة الأمريكية انخفاضاً بنسبة 0.5% خلال الأسبوع الجاري ونحو 10% على مدار العام؛ وهو ما يمثل أكبر خسارة سنوية منذ عقدين تقريباً، وبالنظر إلى الوزن النسبي للين الذي يمثل 14% من المؤشر، فإن أي تحرك ياباني للتدخل في يناير 2026 سيضع ضغوطاً إضافية هائلة على واشنطن، ووفقاً لخبراء “بنك أوف أميركا” فإن مستويات 162 إلى 165 ين تمثل الخطوط الحمراء التي قد تستدعي تدخل وزارة المالية اليابانية لوقف المضاربات المنفصلة عن الأساسيات الاقتصادية؛ خاصة وأن السيولة الضعيفة خلال العطلات قد تمنح طوكيو فرصة للمناورة إذا استمر الاتجاه الصعودي للدولار/الين في الخروج عن السيطرة، مما يجعل قرارات المستثمرين مرهونة بمراقبة هذه العتبات الحرجة بدقة متناهية.

• انخفاض الدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.1% ليصل إلى 0.5836 دولار.
• ارتفاع الفرنك السويسري كملاذ آمن بنسبة 0.07% مسجلاً 0.7882 دولار.
• تسعير الأسواق لاحتمالية خفض الفائدة الأمريكية بنسبة 14% في اجتماع يناير القادم.
• توقعات “بنك الكومنولث” بستة تخفيضات للفائدة خلال العامين المقبلين لمواجهة تدهور سوق العمل.

رؤية المؤسسات الكبرى حول توقعات سعر صرف الين والدولار لعام 2026

تتباين رؤى المصارف العالمية حول مستقبل العملة الخضراء في مواجهة الين، حيث يرجح “مورغان ستانلي” استمرار ضعف الدولار مع تباطؤ النمو الأمريكي وتضييق الفوارق في أسعار الفائدة بين البلدين؛ مما يدفع المستثمرين الأجانب لزيادة عمليات التحوط وبيع العملة الأمريكية، وعلى النقيض يرى “جيه بي مورغان” أن الركود المحتمل الذي تظهره استطلاعات الثقة قد يؤدي لنتائج عكسية تخدم الدولار كملاذ آمن أخير في الأزمات، وفي غضون ذلك يبرز الين كبديل استثماري قوي خاصة إذا ما تفوق “معدن الشيطان” والمعادن الصناعية في الأداء، ومع دخول عام 2026 تصبح السياسة النقدية للفيدرالي والبنك المركزي الياباني هي المحرك الأساسي؛ حيث تتوقع كريستينا كليفتون أن المخاوف العمالية ستجبر الفيدرالي على خفض وتيرة الفائدة بشكل أسرع مما تتوقعه الأسواق حالياً، ليبقى الصراع بين العملتين مفتوحاً على كافة الاحتمالات المرتبطة ببيانات التضخم والنمو العالمي.