مستويات تاريخية.. أسعار الذهب والفضة تسجل أرقامًا غير مسبوقة في التعاملات الأخيرة

توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة خلال عام 2025 تسيطر على المشهد المالي العالمي حاليًا؛ حيث شهدت الأسواق قفزة نوعية دفعت الذهب والفضة لتسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة يوم الجمعة، ويستند هذا الارتفاع الصاروخي إلى تزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط تقلبات جيوسياسية حادة، وتنامي الرهانات على استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نهج خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام المقبل، مما عزز جاذبية المعادن التي لا تدر عوائد دورية.

أسباب قفزة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة عالمياً

يرجع الخبراء والمحللون الفنيون هذا الأداء الاستثنائي إلى حزمة من العوامل الاقتصادية والسياسية المعقدة، فمنذ مطلع عام 2025 حقق الذهب مكاسب تجاوزت 72% متجاوزًا حواجز نفسية هامة الواحد تلو الآخر، وقد ساهم في ذلك التوجه النشط للبنوك المركزية العالمية لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الأوراق المالية الأمريكية؛ مما رفع حيازات صناديق المؤشرات المتداولة وزاد من بريق المعدن الأصفر في مواجهة الدولار الذي يحوم قرب أدنى مستوياته في شهرين، كما تلعب أداة “فيد ووتش” دورًا محوريًا في صياغة توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة حيث تشير إلى توقع المتداولين لخفضين إضافيين في أسعار الفائدة العام المقبل، وهو ما يقلل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة هذه الأصول الثمينة ويجعلها الخيار المفضل للمستثمرين الباحثين عن الأمان والنمو في آن واحد.

أداء الفضة والبلاتين في ظل توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة

لم يتوقف الزخم عند الذهب فقط بل امتد ليشمل المعادن الصناعية والثمينة الأخرى بزخم أكبر، فقد تفوقت الفضة على الذهب بنسبة نمو بلغت 158% منذ بداية العام مخترقة حاجز 75 دولارًا للأوقية لأول مرة في تاريخها، ويعود هذا التفوق النوعي في الفضة إلى عدة ركائز أساسية تشمل:

• نقص حاد في المخزونات العالمية المتاحة للتداول الفوري
• إدراج الفضة رسميًا ضمن القائمة الأمريكية للمعادن الحرجة والاستراتيجية
• ارتفاع الطلب من القطاعات الصناعية المتقدمة خاصة في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية
• تزايد الإقبال الاستثماري كتحوط ضد التضخم والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة

وهذا التناغم بين الاستخدام الصناعي والطلب الاستثماري جعل الفضة تتصدر المشهد، بينما لم يتخلف البلاتين والبلاديوم عن الركب محققين مكاسب قوية ساهمت في تعزيز الثقة العامة في القطاع، حيث إن هذه التحركات السعرية تعكس حالة الرغبة العارمة في التحوط من الغموض الاقتصادي العالمي المسيطر على المشهد الحالي.

تحليل أحدث مستويات الأسعار المسجلة في السوق الفورية

شهدت جلسة التداول يوم الجمعة تذبذبات سعرية حادة انتهت بتسجيل أرقام تاريخية تعزز من توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة الإيجابية، ففي المعاملات الفورية صعد الذهب بنسبة 0.5% ليصل إلى 4502.75 دولار بعد أن لامس 4530.60 دولار، في حين سجلت العقود الآجلة لتسليم فبراير مستوى قياسيًا جديدًا عند 4533.60 دولار، أما الفضة فقد قفزت لمستوى 75.14 دولار قبل أن تستقر قليلاً حول 74.46 دولار، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل بلغت أسعار البلاتين مستوى غير مسبوق عند 2413.62 دولار بزيادة قدرها 8%، وتبعها البلاديوم بارتفاع نسبته 4.4% ليصل إلى 1757.25 دولار للأوقية.

تظل توقعات أسعار الذهب والفضة والمعادن الثمينة مرتبطة بشكل وثيق ببيانات التضخم الأمريكية وتحركات الفيدرالي المقبلة، ومع استمرار نقص الإمدادات في الفضة وزيادة الطلب على البلاتين، يبدو أن السوق يتجه نحو مرحلة جديدة من المكاسب الطويلة الأمد؛ حيث تظل هذه المعادن والسلع الاستراتيجية الملاذ الأول والأخير للمستثمرين في مواجهة تقلبات العملات والسياسات النقدية المتسارعة عالميًا.