أدنى مستوى عالمي.. تراجع الدولار يثير تساؤلات المستثمرين حول مصير العملة الخضراء

أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا أصبحت المحور الأساسي لنقاشات أسواق المال والبورصات العالمية خلال الساعات الأخيرة، حيث شهدت العملة الخضراء هبوطاً حاداً أوصلها إلى أدنى مستويات سجلتها منذ مطلع شهر أكتوبر الماضي، ويأتي هذا الانخفاض الملحوظ بنسبة تقدر بنحو 8.2٪ خلال عام 2025 ليضع الدولار على مسار تسجيل أسوأ أداء سنوي له منذ قرابة ثماني سنوات، مع تحذيرات الخبراء من انهيار تاريخي وشيك.

أهم أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا حالياً

تشير البيانات الاقتصادية الحديثة إلى أن الدوافع الرئيسية وراء هذا التدهور تكمن في التحول الجذري في السياسات النقدية، حيث يرى المحللون في مؤسسة “ترادينج إيكونوميكس” أن أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا ترتبط بشكل وثيق بتوقعات الأسواق حيال استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في نهج خفض أسعار الفائدة، وفي المقابل تتبنى البنوك المركزية الكبرى الأخرى استراتيجيات تتسم بالاستقرار أو التشدد النقدي؛ مما يخلق فجوة تباعد واضحة تضعف جاذبية العملة الأمريكية أمام العملات المنافسة التي بدأت بجذب تدفقات المستثمرين الباحثين عن عوائد أعلى واستقرار أكبر في بيئات اقتصادية مختلفة.

العملة المنافسة مستوى الأداء مقابل الدولار
الدولار الكندي أقوى مستوى له منذ شهر أغسطس الماضي
الدولار الأسترالي أعلى قيمة مسجلة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة
الكرونة السويدية أعلى مستوى لها منذ شهر فبراير من عام 2022

تداعيات أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا على الأسواق

ساهمت الضغوط البيعية المكثفة في تعميق خسائر العملة، حيث تعكس مؤشرات انعكاس المخاطر في سوق الخيارات حالة من التشاؤم المتزايد تجاه مستقبل العملة الصعبة، ويبدو أن المستثمرين بدأوا في اتخاذ مراكز هابطة هي الأكثر حدة منذ ربع عام تقريباً؛ مما يعزز من قوة أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا ويجعل احتمالية حدوث أكبر انهيار للدولار خلال عقدين من الزمان أمراً وارداً جداً إذا استمرت ذات الوتيرة من الانخفاضات الطفيفة المتتالية، وتؤكد مؤسسات الإيداع والمقاصة أن حركة التخلص من الدولار تتركز بشكل لافت في شراء اليورو والعملة الأسترالية كبدائل استراتيجية ناجحة في هذه المرحلة الحرجة من العام.

  • تحول المتداولين نحو الرهان على اليورو كبديل قوي ومستقر للدولار الأمريكي.
  • ارتفاع الطلب على العملات المرتبطة بالسلع مثل الدولار الأسترالي والكندي.
  • استنزاف السيولة من الأصول الدولارية مع تزايد اليقين بخفض الفائدة الأمريكية.
  • تزايد صفقات البيع على المكشوف في سوق الخيارات نتيجة ضعف الثقة في استقرار العملة.

ويراقب المحللون الفنيون مستويات الدعم التاريخية للعملة الأمريكية بكل كثافة، إذ أن أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا لا تقتصر فقط على الجوانب النقدية بل تشمل تحولات في المعنويات العامة للمتداولين الذين يفضلون حالياً توزيع محافظهم الاستثمارية بعيداً عن المخاطر المرتبطة بالاقتصاد الأمريكي، ومن الواضح أن الرهانات الأساسية لبيع الدولار بشكل كبير أصبحت السمة الغالبة على تعاملات نهاية السنة؛ مما يعكس حالة من القلق تجاه قدرة العملة على التعافي في ظل المنافسة الشرسة من عملات القارة العجوز والعملات الإسكندنافية التي استعادت بريقها المفقود منذ سنوات طويلة.

تستمر التوقعات في الضغط على صانعي السياسة النقدية في واشنطن مع استمرار أسباب تراجع سعر الدولار الأمريكي عالميا، فالبيانات الرقمية تؤكد أن أي انخفاض إضافي بسيط سيعيد رسم خريطة القوى الاقتصادية العالمية، حيث تحولت عملات مثل الكرونة السويدية إلى ملاذات تحقق مكاسب لم تشهدها منذ بداية الأزمات الجيوسياسية في 2022؛ وهذا التغيير الهيكلي في حركة رؤوس الأموال يثبت أن السوق أصبح أكثر حساسية تجاه تباعد أسعار الفائدة العالمية، مما يجعل استعادة الدولار لمكانته السابقة تتطلب تغييراً جذرياً في لهجة الاحتياطي الفيدرالي أو تحولاً غير متوقع في البيانات الاقتصادية التي تقيس أداء القطاعات الإنتاجية والخدمية داخل الولايات المتحدة خلال الشهور القادمة.