توقعات كبرى.. مسار أسعار الذهب بعد تجاوز حاجز 4500 دولار دوليًا

توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 تشير إلى استمرار الهيمنة التاريخية للذهب في الأسواق العالمية، حيث استقرت التداولات مؤخراً بعد رحلة صعود استمرت ثلاثة أيام متتالية، أوصلت المعدن الأصفر إلى قمة غير مسبوقة تجاوزت حاجز 4500 دولار للأونصة الواحدة؛ وفي المقابل شهد البلاتين تراجعاً ملحوظاً بنسبة فاقت 6% بعد تسجيله مستويات قياسية ليلاً، مما يعكس حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين مع نهاية العام.

توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 وتحركات السوق

بدأ المتداولون في ممارسة عمليات جني الأرباح مع اقتراب الأمتار الأخيرة من السنة، مستفيدين من القفزات السعرية الهائلة التي جعلت الذهب يحافظ على مكاسب سنوية تقترب من 70%، بينما سجل البلاتين تضاعفاً في قيمته بأكثر من مرتين؛ وقد عززت المؤشرات الفنية هذا التوجه نحو البيع، خاصة وأن مؤشر القوة النسبية للذهب لمدة 14 يوماً دخل منطقة “ذروة الشراء”، وهو مؤشر تقني كلاسيكي يرجح احتمالية حدوث تصحيح سعري أو توقف مؤقت للزخم الصعودي القوي الذي شهدته الأسواق مؤخراً.

لقد استمد الذهب قوته من مكانته المرموقة كملاذ آمن، لا سيما مع تفاقم التوترات الجيوسياسية في فنزويلا وفرض حصار أمريكي على ناقلات نفطها، ويضاف إلى ذلك رهانات المستثمرين على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض تكاليف الاقتراض خلال العام المقبل؛ ولتوضيح حجم هذه التحركات التاريخية التي ترسم ملامح توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025، نستعرض البيانات التالية:

المعدن النفيس أعلى مستوى تاريخي مسجل نسبة الارتفاع السنوي التقريبية
الذهب 4500+ دولار للأونصة 70%
الفضة 70 دولار للأونصة أفضل أداء منذ 1979
البلاتين 2377 دولار للأونصة 160%
البلاديوم أعلى مستوى في 3 سنوات 100%

العوامل المؤثرة على توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025

تتجه بوصلة الذهب والفضة نحو تسجيل أفضل أداء سنوي منذ أواخر السبعينيات، مدعومة بزيادة مشتريات البنوك المركزية والتدفقات المالية المستمرة نحو صناديق المؤشرات المتداولة، حيث تشير بيانات مجلس الذهب العالمي إلى نمو حيازات هذه الصناديق بشكل شهري طوال العام باستثناء شهر مايو؛ كما لعبت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية وتهديداته لاستقلالية البنك المركزي دوراً محورياً في هذا الارتفاع، فضلاً عن لجوء المستثمرين لما يعرف بـ “تجارة خفض قيمة العملة” للهروب من تآكل قيم السندات السيادية والعملات التقليدية نتيجة تراكم الديون التضخمية.

وتؤكد المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس أن توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 تظل إيجابية، مع احتمال وصول الذهب إلى 4900 دولار بحلول عام 2026، بينما يرى الخبراء في “غارديان فولتس” أن المحرك الحالي هو مزيج من الطلب الحقيقي والحساسية للمخاطر الاقتصادية الكلية؛ ومن أهم العوامل المشكلة لهذا المشهد:

  • زيادة التدفقات النقدية إلى صندوق SPDR Gold Trust بنسبة تتجاوز 20%.
  • اضطرابات العرض المستمرة في مراكز التداول الرئيسية خاصة للفضة والبلاتين.
  • تحقيقات وزارة التجارة الأمريكية حول واردات المعادن الحيوية وتأثيرها على الأمن القومي.
  • نقص السيولة في سوق لندن وتوجه البنوك لتخزين المعادن في الولايات المتحدة للتحوط من الرسوم الجمركية.

تقلبات البلاتين والفضة ضمن توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025

اخترقت الفضة حاجز 70 دولاراً للأونصة لأول مرة في تاريخها هذا الأسبوع، في حركة وصفت بأنها أكثر إثارة من صعود الذهب نظراً لارتباطها بتدفقات المضاربة واختناقات التوريد، وبينما استقبلت خزائن لندن كميات كبيرة من المعدن، لا يزال الثقل الأكبر للمخزونات في نيويورك انتظاراً لقرارات تجارية أمريكية قد تفرض تعريفات جمركية؛ ويرى الخبراء أن هذا الارتفاع يختلف عن سابقيه كونه مدعوماً بطلب مادي حقيقي يغير سلوكيات السوق عند العتبات السعرية الحرجة، مما يقلل من احتمالية كونه مجرد فقاعة مضاربة عابرة.

وفي سياق متصل، تجاوز البلاتين مستوى 2300 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ بدء جمع البيانات في عام 1987، مدفوعاً بنقص المعروض واضطرابات الإنتاج في جنوب إفريقيا التي تسببت في عجز سنوي للعام الثالث على التوالي؛ ورغم أن البلاتين والبلاديوم سجلا تراجعات طفيفة بعد بلوغ القمم، حيث هبط البلاتين إلى 2198 دولاراً والبلاديوم إلى 1692 دولاراً، إلا أن رحلتهما منذ بداية العام تظل استثنائية بكل المقاييس كجزء أصيل من توقعات أسعار المعادن النفيسة في عام 2025 التي تعيد صياغة مفهوم الاستثمار الآمن.

إن التوازن بين الطلب الصناعي والتحوط الاستثماري سيظل هو المحرك الأساسي للمعدن الأبيض وجيرانه في قائمة المعادن الثمينة خلال المرحلة القادمة، خاصة مع استمرار الضغوط الاقتصادية التي تدفع رؤوس الأموال بعيداً عن الأصول التقليدية المهددة بالتضخم والتقلبات السياسية.