بواسطة المحمول.. البريد يطلق أول منصة رقمية لشراء وثائق صناديق الاستثمار قريباً

شراء وثائق صناديق الاستثمار عبر البريد المصري يمثل نقلة نوعية في قطاع الخدمات المالية الرقمية، حيث تترقب الأسواق إطلاق أول منصة رقمية متكاملة تتيح للمواطنين شراء واسترداد الوثائق الاستثمارية من خلال الهواتف المحمولة قريباً؛ ويأتي هذا التوجه في إطار جهود الدولة لتعزيز الشمول المالي وتحويل البريد إلى واجهة عصرية تلبي احتياجات الشباب والمستثمرين الصغار بأسلوب تقني متطور يواكب المتغيرات العالمية الحديثة.

أوضح الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هيئة البريد تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الوطني منذ تأسيسها عام 1865، ما جعلها سابقة في الوجود للاتحاد البريدي العالمي بعشر سنوات كاملة وشريكاً مؤسساً فيه؛ وقد استطاعت المؤسسة عبر قرن وستين عاماً من العمل الدؤوب ترسيخ جسور الثقة مع المواطنين المصريين بصفتها المنفذ الأكثر قرباً وموثوقية لتقديم الخدمات الحكومية المتنوعة والخدمات البريدية التقليدية والحديثة على حد سواء؛ وخلال اللقاء الذي جمعه بمجلس إدارة الهيئة القومية للبريد بتشكيله الجديد تحت رئاسة داليا الباز بمقر الهيئة بالقرية الذكية، حرص الوزير على تثمين الدور الكبير الذي لعبه أعضاء المجلس السابق والخبرات التي ساهموا بها في دفع عجلة التطوير، موجهاً التبريكات للمجلس الجديد الذي تم تشكيله بقرار وزاري في شهر ديسمبر الجاري ليبدأ مهامه في استكمال مشوار النهضة البريدية الشاملة.

خطوات شراء وثائق صناديق الاستثمار عبر البريد المصري

بينت المؤشرات أن جودة الخدمات المقدمة أدت لزيادة طلب الجمهور على الحلول الجديدة التي تبتكرها الهيئة، وهو ما دفع نحو التوسع في مشروعات التحول الرقمي تماشياً مع رؤية بناء مصر الرقمية؛ وقد شهدت السنوات السبع الماضية طفرة غير مسبوقة في عدد المنافذ التي وصلت حالياً إلى 4651 منفذاً منتشراً في كافة الربوع، مع إتمام عمليات التطوير لقرابة 85% من المكاتب؛ ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اقتربت الهيئة من إنهاء مستهدفاتها ضمن مبادرة حياة كريمة بمراحلها الثلاث لتصل الخدمة لكل قرية ونجع؛ كما تضمن التقرير الحقائق الرقمية التالية التي تعكس حجم الإنجاز على أرض الواقع:

نوع التطور أو المنفذ العدد أو النسبة المحققة
إجمالي عدد منافذ البريد الحالية 4651 منفذاً
مكاتب وأكشاك بريدية جديدة منذ 2018 1000 منفذ إضافي
عدد ماكينات الصراف الآلي (ATM) أكثر من 3000 ماكينة
نسبة مكاتب البريد المطورة 85% من إجمالي الفروع

تضمنت الرؤية المستقبلية للهيئة إطلاق أدوات مالية غير تقليدية تهدف لاستقطاب الشباب ومنها تطبيق “فلوسي” المقرر تدشينه تزامناً مع عيد البريد المقبل؛ وسيعمل هذا التطبيق كأول منصة للمواطنين من أجل شراء وثائق صناديق الاستثمار عبر البريد المصري بكل يسر، بالإضافة إلى ميزات الاسترداد اللحظي وإدارة المحفظة الاستثمارية من الموبايل؛ كما تقرر إعادة تحديث تطبيق “إيزي باي” الشهير بالتعاون مع شركة “إي فاينانس” لضمان تنفيذ المعاملات المالية اليومية بسلاسة تامة؛ وتهدف هذه الخطوات الرقمية إلى تقليل الاعتماد على التعاملات النقدية الورقية وتشجيع الادخار الآمن تحت إشراف مؤسسة وطنية عريقة تمتلك أكبر قاعدة انتشار جغرافي في الدولة المصرية.

مزايا شراء وثائق صناديق الاستثمار عبر البريد المصري الرقمي

أكدت داليا الباز، رئيسة مجلس إدارة الهيئة، أن الاستثمارات الضخمة التي وجهت لتطوير البنية التحتية والمكاتب هي المحرك الأساسي لاستعادة الدور الاستراتيجي للبريد؛ فالهيئة تسعى في خطتها القادمة لتقديم باقة متنوعة من الخدمات المالية غير المصرفية، مستغلة في ذلك شبكة الفروع التي تغطي 70% منها ماكينات صراف آلي حديثة؛ ويتوقع الخبراء أن تساهم هذه المنصات في تسهيل وصول الأفراد للمنتجات الاستثمارية دون الحاجة لزيارة مقرات الشركات المتخصصة، مما يوفر الوقت والجهد ويضمن أعلى مستويات الأمان؛ وتشمل قائمة الخدمات المتطورة التي تم تفعيلها ما يلي:

  • خدمة “وصلها” المخصصة لدعم نمو التجارة الإلكترونية وتسهيل عمليات الشحن.
  • تدشين 47 مركزاً لوجيستياً تعمل بنظام الرقمنة الكاملة والميكنة الحديثة.
  • إتاحة خدمات التصديق القنصلي عبر مكاتب البريد لتوفير عناء التوجه للمقرات الدبلوماسية.
  • تطوير متحف البريد المصري وزيادة مقتنياته لتصل لثلاثة أضعاف ما كانت عليه.
  • توفير آليات التسجيل في تطبيق فلوسي وربطه بحسابات التوفير القائمة.

تتجه الهيئة نحو استعراض قوتها في تقديم خدمات الغير سواء كانت مجمعات خدمات حكومية أو خدمات دفع وتحصيل مالي، معتمدة على كوادر مدربة وتقنيات رصد وتحليل بيانات متقدمة؛ إن العمل بالمنظومة الجديدة يستهدف جعل شراء وثائق صناديق الاستثمار عبر البريد المصري عملية متاحة بضغطة زر واحدة، مما يقلص الفوارق الطبقية في الوصول للثقافة المالية؛ ومع استكمال تطوير بقية المكاتب بنسبة الـ 15% المتبقية، ستصبح الهيئة المركز الإقليمي الأول الذي يجمع بين أصالة التاريخ وحداثة التكنولوجيا في تقديم الحلول البريدية واللوجيستية والمالية المتكاملة، لتعزيز ريادتها على المستويات المحلية والدولية في المرحلة المقبلة.