الذهب يواجه تقلبات مع صدور بيانات التضخم الأميركية

الأسواق الناشئة تحقق عوائد مزدوجة الرقم في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود في 2026 وسط تحديات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة، ما يعزز تطلعات المستثمرين بأداء مستدام. فقد استطاعت هذه الأسواق الصمود أمام الرسوم الجمركية، الحروب التجارية، واضطرابات الاقتصاد العالمي بفضل سياسات نقدية محكمة وخيارات مالية صعبة اتخذتها البنوك المركزية، مما جعلها أكثر متانة أمام التحديات العالمية المختلفة.

الأسباب الرئيسية لتعافي الأسواق الناشئة وتحقيق عوائد مزدوجة الرقم في 2025

مرّت الأسواق الناشئة بفترة صعبة أعقبتها انتعاش ملحوظ، حيث تحسنت مرونة هذه الاقتصادات في مواجهة الغموض الاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة وأوروبا، وزيادة التوترات الجيوسياسية. وفقًا لتقارير «رويترز»، تجلّى هذا التحسّن في سياسات نقدية دقيقة، وخيارات مالية واعية تبنّتها البنوك المركزية، وهو ما برز في الأداء اللافت للأسواق خلال 2025. إلينا ثيودوراكوبولو، المديرة التنفيذية في «مانولايف لإدارة الاستثمارات»، تشير إلى أن العوامل الإيجابية لهذا العام، التي جمعت بين السياسات السليمة والحظ الجيد، ستستمر أيضًا في العام المقبل لتعزز عوائد الأسواق الناشئة في 2026.

استقرار وتحولات في الأسواق الناشئة تدعم عوائد مزدوجة الرقم في 2025

امتدت تداعيات السياسات الأميركية المتقلبة، مثل الرسوم الجمركية وهجمات الرئيس السابق دونالد ترمب على «الاحتياطي الفيدرالي»، لتخلق مناخًا معقّدًا أسّس في المقابل لاستقرار نسبي للأسواق الناشئة، ما ساهم في زيادة ثقة المستثمرين. استغلّ المستثمرون تصحيحات السوق التي شهدتها فترات مثل «يوم التحرير» الجمركي في أبريل، لتعزيز استثماراتهم في أصول الأسواق الناشئة. توماس هوغارد، مدير المحافظ في «جانوس هندرسون»، يؤكد وجود توجه متزايد نحو تنويع الاستثمارات عالميًا بعيدًا عن الاقتصادات الأميركية، مشيرًا إلى أن ديون الأسواق الناشئة باتت أقل ملوثة بسحب رؤوس الأموال بعد سنوات من النزوح.

شهدت عدة دول تحولات اقتصادية وإصلاحات هيكلية جوهرية:

  • تركيا انتقلت إلى سياسات اقتصادية تقليدية في منتصف 2023.
  • نيجيريا ألغت دعمًا وخفّضت قيمة عملتها الوطنية النايرا.
  • مصر واصلت إصلاحات بمساندة صندوق النقد الدولي.
  • غانا وزامبيا وسريلانكا شهدت تحسينات في التصنيفات الائتمانية بعد فترات تعثر.

هذه التحولات ساعدت في عكس نزوح رؤوس الأموال، مؤكدين أن الاختيارات الصعبة التي اتخذتها الحكومات بدأت تؤتي ثمارها، ممهّدة الطريق لتحقيق عوائد مزدوجة الرقم في 2026.

دور السياسات النقدية والعملات في تأمين عوائد مزدوجة الرقم للأسواق الناشئة في 2025

بمواجهة انتقادات «الاحتياطي الفيدرالي»، برزت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة باستقلالية ومصداقية عالية في إدارة السياسات النقدية، حسب تصريحات المستثمرين. شارل دو كينسوناس، رئيس ديون الأسواق الناشئة في «إم أند جي»، يؤكد أن مصداقية السياسة النقدية في هذه الأسواق وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، إذ خفضت معدلات الفائدة بطريقة متزنة، متقدمة أحيانًا على خطوات «الفيدرالي» دون إفراط، مما دعم استقرار العملات المحلية أمام الدولار.

ساهم هذا الانضباط النقدي، إلى جانب تراجع الدولار، في تحقيق عوائد بنحو 18% على ديون العملات المحلية خلال 2025، مع توقع استمرار تحقيق عوائد مزدوجة الرقم في 2026. إضافة إلى ذلك، حتى التوترات السياسية وعدم اليقين في الانتخابات في دول مثل المجر والبرازيل وكولومبيا تحول إلى فرص استثمارية محتملة. جوليا بيليغريني من «أليانز غلوبال إنفستورز» ترى أن التغيرات السياسية المحدودة القادمة يمكن أن تخلق تقلبات سوقية مفيدة للمستثمرين.

ويبقى التحدي الأكبر مرتبطًا بالتطورات الاقتصادية في الولايات المتحدة، فاحتمالات الركود أو رفع الفائدة من قبل «الفيدرالي» يمكن أن تؤثر سلبًا على عوائد الأسواق الناشئة والعملات المحلية فيها، لا سيما مع غموض منصب رئيس «الفيدرالي» المتوقع في 2026. ومع ذلك، تشير التقارير إلى تقلص تأثير الاقتصاد الأميركي على هذه الأسواق وعدم حساسيتها الكبيرة حاليًا.

المؤشر الأداء في 2025 التوقع في 2026
عوائد ديون العملات المحلية حوالي 18% عوائد مزدوجة الرقم
التصنيفات الائتمانية السيادية زخم متنامٍ في الترقيات استمرار التحسن
مخاطر سياسية خارجية تراجع تأثيرها فرص من التغييرات المحدودة

برغم التفاؤل، يحذر المحللون من الإفراط في التوقعات، إذ أظهر استطلاع «إتش إس بي سي» لمعنويات الأسواق الناشئة اختفاء النظرة السلبية بالكامل، مع صافي معنويات هو الأعلى تاريخيًا. ديفيد هاونر، رئيس استراتيجية الدخل الثابت لـ«بنك أوف أميركا»، يحذر من اتفاق المستثمرين على اتجاه موحّد للسوق، لأنه بحسب الخبرة، يشير إلى ضرورة الانتباه والحذر للتقلبات المستقبلية المحتملة.

التركيز على تحقيق عوائد مزدوجة الرقم في 2025 أسرع من المتوقع يعكس قدرة الأسواق الناشئة على التكيف مع ظروف متغيرة ومعقدة، ما يجعلها نقطة جذب متنامية ضمن تنويع المحافظ المالية العالمية، وعلى الرغم من بعض المخاطر المفروضة، يبقى مستقبلها واعدًا ومبشّرًا تحت سياسات نقدية متزنة وإصلاحات اقتصادية مستمرة.