«تراجع مستمر».. هل يشهد المعدن النفيس انخفاضاً جديداً في قيمته؟

تراجعت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية بوضوح خلال الساعات الأخيرة، وذلك نتيجة للتطورات الاقتصادية والسياسية خاصة بعد إعلان الحكومة الصينية عن دراسة إعفاء بعض الواردات الأمريكية من الرسوم الجمركية، ما اعتبر إشارة لخفض التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. انعكست هذه التطورات على الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في أسعاره.

تراجع أسعار الذهب عالميًا وتأثيرها على المستثمرين

شهدت الأسواق العالمية تراجعًا ملحوظًا في سعر الذهب، حيث انخفض سعر الأونصة بنسبة 1.4% ليصل إلى أدنى مستوى له عند 3287 دولارًا بعد أن استهل تعاملاته عند 3348 دولارًا. هذا الانخفاض نتج عن تحسّن ثقة المستثمرين واستعدادهم لاستثمار أموالهم في أصول ذات مخاطر أعلى. الاتجاه نحو تخفيف قيود الرسوم الجمركية من جانب الصين رفع من شهية المخاطرة، مما أثر سلبًا على الإقبال على المعدن الأصفر الذي يعتبر الوجهة التقليدية في أوقات الأزمات الاقتصادية والسياسية. في الوقت نفسه، استقرار سعر الدولار العالمي ساهم أيضًا في التقليل من الضغوط الشرائية على الذهب.

الوضع الاقتصادي وتأثير المناخ التجاري بين الصين وأمريكا

تعمل الصين بجدية على تحديد قائمة من الواردات الأمريكية التي سيتم إعفاؤها من الرسوم الجمركية المرتفعة، مما يزيد من احتمالية حدوث تقارب اقتصادي بين البلدين. من جانبه، أشار الرئيس الأمريكي إلى استمرار المباحثات التجارية ووجود بوادر إيجابية قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في علاقة البلدين. في حال تخفيف الجانبين لهذه الرسوم، فإن السوق المالية العالمية قد تسجل تحركات إيجابية، وهو ما يؤثر إيجابًا على قوة الدولار. ومع ذلك، فإن أي انتعاش في الدولار يؤثر عادةً سلبًا على أسعار الذهب، حيث يضعف جاذبيته كأداة للتحوط أمام الأزمات.

أسعار الذهب في السوق المحلي المصري

تشير الأرقام المحلية إلى هبوط واضح في أسعار الذهب بمصر، حيث تراجع “عيار 21″، الأكثر تداولًا، بقيمة 250 جنيهًا ليصل إلى 4790 جنيهًا للجرام، بحسب تقارير صادرة عن “جولد بيليون”. هذا الانخفاض في السوق المحلي جاء كنتيجة طبيعية للتراجع الحاصل عالميًا مع ثبات سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري. التغيرات العالمية هي اللاعب الرئيسي في تغير أسعار المعدن النفيس محليًا بالنظر إلى ارتباط السوق المحلي الوثيق بالأسعار الدولية.

تظل توقعات السوق مرهونة بالتطورات الدولية وتحركات الاقتصاد العالمي، خاصة بعد انحسار التوترات التجارية بين الدول الكبرى، وهو ما يجعل من الضرورة متابعة كافة الأحداث المؤثرة على سوق الذهب بدقة واستمرار.