تراجع الين في تعاملات متقلبة بعد رفع الفائدة من قبل البنك المركزي الياباني، حيث رفع سعر الفائدة إلى 0.75% من 0.5%، ما أدى إلى انخفاض سعر الين مقابل الدولار وتراجع قيمته رغم التشديد النقدي المتوقع، وسط غموض حول توقيت الزيادات المستقبلية. محافظ البنك ترك الباب مفتوحًا لمزيد من التشديد مع التأكيد على استمرار السياسة التيسيرية نسبيًا.
تراجع الين بعد رفع الفائدة: الأسباب والتفاصيل
شهد الين تراجعًا ملحوظًا رغم رفع الفائدة من 0.5% إلى 0.75% في قرار كان مقرونًا بتوقعات كبيرة، ما دفع المستثمرين إلى بيع العملة اليابانية فورًا، خاصة مع عدم وضوح الخطوات القادمة من بنك اليابان فيما يخص وتيرة وتوقيت الزيادات المنوي تنفيذها. فقد اجتاحت حالة من التقلبات السوق مع ارتفاع سعر الين خلال الفترة السابقة تحسبًا لهذا القرار، لكن سرعان ما تلاشى ذلك مع بدء جني الأرباح وازدياد المعروض مما دفع سعر الين للهبوط.
وأشار محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، في مؤتمره الصحفي إلى أن معدلات الفائدة الحقيقية ما زالت عند مستويات منخفضة جدًا مقارنة بالتضخم، مما يعني أن البنك مستمر في التشديد النقدي البطيء والمتدرج طالما استمرت المؤشرات الاقتصادية في المسار المتوقع. كما أن الفجوة الكبيرة التي ما تزال قائمة بين الفائدة اليابانية والفائدة الأمريكية عند 3.75% تُقلل من تأثير رفع الفائدة على تعزيز سعر الين.
تحليل تأثير رفع الفائدة على العملات الكبرى والعوامل المؤثرة
في ظل تحركات بنك اليابان، شهدت العملات الكبرى تقلبات متفاوتة خلال جلسة التداول الآسيوية؛ إذ تراجع الدولار لفترة وجيزة إثر بيانات تضخم أقل من المتوقع في الولايات المتحدة، رغم حالة عدم اليقين الناتجة عن توقف جمع البيانات بسبب الإغلاق الحكومي. أما الجنيه الإسترليني فقد تذبذب قبل أن يستقر عند 1.3374 دولار عقب قرار بنك إنجلترا بخفض سعر الفائدة إلى 3.75% كما كان متوقعًا، فيما بقي سعر الفائدة الأوروبي ثابتًا عند 2% بحسب قرار البنك المركزي الأوروبي، وسط التصريحات المثيرة من رئيسة البنك، كريستين لاغارد، التي تركت الخيارات المستقبلية مفتوحة.
كما تراجع الدولار الأسترالي 0.2% إلى 0.6601 دولار، وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.5% مسجلاً 0.5748 دولار، في حين ارتفع اليوان الصيني بالقرب من أعلى مستوياته خلال العام.
- ضعف الدولار مؤقتًا بتأثير بيانات التضخم الأمريكية
- ثبات اليورو مع غموض توجيهات البنك المركزي الأوروبي
- تذبذب الجنيه الإسترليني عقب قرار بنك إنجلترا
- انخفاض الدولار الأسترالي والنيوزيلندي
- ارتفاع اليوان الصيني قرب ذروة العام
تراجع الين بالتزامن مع تحركات العملات الرقمية والمالية العالمية
إلى جانب تقلبات العملات التقليدية، شهدت العملات الرقمية نشاطًا ملحوظًا، حيث ارتفعت عملة بيتكوين بنسبة 2.5% لتصل إلى 87752.22 دولارًا، بينما صعدت عملة إيثر بأكثر من 4% لتسجل 2951.26 دولارًا، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في ثقة المستثمرين بالأصول الرقمية وسط تقلبات سوق العملات الورقية.
| العملة | السعر الحالي | التغير النسبي |
|---|---|---|
| الين مقابل الدولار | 156.53 | انخفاض 0.6% |
| اليورو مقابل الين | 183.25 | ارتفاع قياسي |
| الجنيه الإسترليني مقابل الين | 209.16 | ارتفاع 0.52% |
| بيتكوين | 87752.22 دولار | ارتفاع 2.5% |
| إيثر | 2951.26 دولار | ارتفاع 4% |
استمرارًا لهذا السيناريو المعقد، يبقى أداء الين عرضة لتطورات السياسة النقدية اليابانية وقرارات البنوك المركزية الأخرى، إلى جانب تأثير السياسة الاقتصادية العالمية وبيانات التضخم، حيث من المتوقع أن يظل التشديد النقدي بطيئًا ومقيّدًا مقارنة بالإجراءات الكبيرة المعلنة في بعض الدول الأخرى. بالتالي، فإن مراقبة تحركات الين والعملات الكبرى على حد سواء تشكل مفتاحًا لفهم اتجاهات السوق المستقبلية واستراتيجيات التداول.
