الذهب والفضة يتراجعان عالميًا بعد تباطؤ التضخم الأميركي وقوة الدولار، حيث شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات الجمعة بفعل ارتفاع قوة الدولار الأميركي وصدور بيانات تضخم أقل من توقعات الأسواق، مما خفض جاذبية المعدن الأصفر كوسيلة تحوط ضد التضخم المستمر.
تراجع أسعار الذهب والفضة في ظل قوة الدولار الأميركي وتأثير التضخم
تراجعت أسعار الذهب العالمية مع بداية تعاملات الجمعة، متأثرة بقوة الدولار الأميركي الذي استقر بالقرب من أعلى مستوياته خلال الأسبوع، وذلك عقب صدور بيانات أظهر فيها ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة بأقل من توقعات الأسواق؛ ما قلل من جاذبية الذهب كأداة تحوط فعالة ضد التضخم، ولفت الانتباه إلى تحركات السياسة النقدية المستقبلية. ونتيجة لذلك، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3%، ليصل إلى 4319 دولارًا للأوقية، بينما سجلت العقود الأميركية الآجلة هبوطًا بنسبة 0.4% إلى 4346 دولارًا. وفي الوقت ذاته، تراجعت أسعار الفضة بنسبة 1% إلى 64.79 دولارًا للأوقية بعد أن سجلت أعلى مستوى تاريخي عند 66.88 دولارًا، رغم المكاسب القوية التي حققتها منذ بداية العام والتي تجاوزت 125%، مقارنة بارتفاع الذهب الذي قارب 65% خلال نفس الفترة.
تأثير بيانات التضخم الأميركي على اتجاهات أسعار الذهب والفضة
أظهرت أحدث البيانات الأميركية زيادة في أسعار المستهلكين بنحو 2.7% على أساس سنوي خلال نوفمبر؛ وهو ما عزز توقعات استمرار سياسة التيسير النقدي، لا سيما بعد أن قرر الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال العام الحالي. هذا التباطؤ في التضخم، إلى جانب قوة الدولار، أدى إلى تراجع الطلب على كل من الذهب والفضة كوسائل حماية تقليدية أمام ارتفاع الأسعار، مما انعكس على تراجع قيمتهما عالميًا رغم المكاسب الكبيرة منذ بداية السنة. ويبرز ذلك تأثير التضخم والدولار بشكل مباشر على تحركات أسعار المعادن الثمينة في الأسواق العالمية وسط توقعات بمزيد من التقلبات.
أسعار الذهب في مصر اليوم ومقارنة بالعوامل العالمية
على الصعيد المحلي، سجلت أسعار الذهب في مصر مستويات متفاوتة مع استمرار تأثير العوامل العالمية على السعر داخل السوق المحلي، حيث استقر سعر الذهب اليوم عند التالي:
| نوع العيار | السعر بالجنيه المصري (للجرام) |
|---|---|
| عيار 24 | 6577 |
| عيار 22 | 6029 |
| عيار 21 | 5755 |
| عيار 18 | 4933 |
| عيار 12 | 3288 |
كما بلغ سعر جنيه الذهب 46,040 جنيهًا، في حين وصلت أونصة الذهب إلى 204,568 جنيهًا، مما يعكس تأثير التغيرات العالمية في أسعار المعادن الثمينة على السوق المحلي. عند النظر إلى العوامل المؤثرة على أسعار الذهب والفضة، يجب متابعة النقاط التالية بعناية:
- مستوى التضخم في الاقتصاديات الكبرى وتأثيره على الطلب على المعادن النفيسة
- تحركات الدولار الأميركي وقوة العملة مقابل العملات الأخرى
- قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة وسياسة التحفيز النقدي
التحولات الأخيرة في أسعار الذهب والفضة تأتي في سياق توازن دقيق بين متغيرات الاقتصاد العالمي، حيث يبقى ارتفاع الدولار وتباطؤ التضخم أبرز المحددات لتوجهات المستثمرين تجاه المعادن الثمينة. استمرار هذا الاتجاه قد يزيد من التقلبات السعرية مستقبلاً، لذا تظل متابعة البيانات الاقتصادية والقرارات النقدية من المحركات الحيوية لاتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة في أسواق الذهب والفضة.
