تراجع الذهب عقب صدور بيانات التضخم الأمريكية

الانخفاض الحالي في أسعار الذهب وتأثير قوة الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية

تُعد حركة أسعار الذهب وتأثرها بقوة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية من أبرز المؤشرات التي تهم المستثمرين والمتابعين، حيث شهدت أسعار الذهب اليوم الجمعة تراجعًا ملحوظًا بعد بيانات أمريكية أظهرت ارتفاعًا أقل من المتوقع لمعدلات التضخم، مما قلل من جاذبية الذهب كأداة للتحوط ضد مخاطر التضخم وتراجع الطلب عليه.

تأثير قوة الدولار الأمريكي على انخفاض أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وتعزيز قوته في الأسواق العالمية، إذ ارتفعت العملة الخضراء إلى مستويات قرب أعلى نقطة لها خلال أسبوع مما أدى إلى زيادة تكلفة الذهب بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، وبالتالي خفض من الطلب على المعدن النفيس، ونعكس هذا الاتجاه بشكل واضح في الأسواق الفورية والعقود الآجلة. في جلسة اليوم، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 4319.07 دولارًا للأوقية، وفي الوقت نفسه، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.4% مسجلة نحو 4346.70 دولارًا. هذه المؤشرات تؤكد العلاقة العكسية المعروفة بين قوة الدولار وأسعار الذهب حيث ينتقل المستثمرون إلى العملة القوية خلال فترات ضعف المعدن النفيس.

أسباب تراجع أسعار الذهب بعد بيانات التضخم الأمريكية

كان سبب تراجع أسعار الذهب أيضًا مرتبطًا بشكل وثيق ببيانات التضخم الصادرة عن الولايات المتحدة التي أظهرت ارتفاعًا أقل من المتوقع، مما أثر على النظرة المستقبلية لمعدلات التضخم والتوقعات الاقتصادية، وقلل من جاذبية الذهب كأداة تحوط رئيسية ضد التضخم المتزايد. في العادة، يبحث المستثمرون عن الذهب كملاذ آمن في الأوقات التي ترتفع فيها معدلات التضخم بشكل حاد، إلا أن الأرقام الحالية خففت المخاوف بشأن تدهور القوة الشرائية للدولار، مما انعكس بالسلب على الطلب على الذهب؛ وهنا يكمن السبب وراء الانخفاض الملحوظ في المعدن النفيس خلال تداولات الجمعة.

أداء المعادن النفيسة الأخرى بين الارتفاع والانخفاض وتأثيرها على سوق الذهب

بجانب تراجع أسعار الذهب، لوحظ تحركات متباينة في أسعار المعادن النفيسة الأخرى حيث سجلت الفضة انخفاضًا بنسبة 1% لتستقر عند 64.79 دولارًا بعد أن وصلت إلى مستويات قياسية يوم الأربعاء الماضي، رغم تحقيقها ارتفاعًا مذهلًا بنسبة 125% منذ بداية العام متفوقة بذلك على أداء الذهب بشكل عام. في المقابل، شهدت أسعار البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.5% مسجلة أعلى مستوى لها منذ أكثر من سبعة عشر عامًا، مما يدل على قوة الطلب عليه في الأسواق المتنوعة، بينما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 1.1% بعد أن بلغ رقماً قياسيًا هو الأعلى خلال ثلاث سنوات تقريبًا. هذه التغيرات في أسعار المعادن النفيسة الأخرى توضح تأثير العديد من العوامل على سوق الذهب، ومنها تقلبات العملات وأسعار السلع الأساسية والتي تلعب دورًا مؤثرًا في تحديد توجهات المستثمرين.

• ارتباط قوّة الدولار الأمريكي بتكلفة الذهب للمستثمرين الأجانب
• انخفاض جاذبية الذهب كتحوط بعد بيانات تضخم أدنى من التوقعات
• تقلبات أسعار المعادن النفيسة وتأثيرها على قرارات الاستثمار