«صدمة».. الشركات الأميركية الصغيرة تواجه أعباء رسوم ترامب الجمركية الثقيلة

تشهد الشركات الأميركية الصغيرة تحديات كبيرة جراء الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الواردات الصينية، والتي بلغت نسبتها 145 بالمئة، حيث تركت هذه الضرائب بصماتها السلبية على العديد من القطاعات، خاصة تلك التي تعتمد على الواردات مثل صناعة النسيج، مما وضع هذه الشركات بين خيارين صعبين، إما رفع الأسعار أو الإغلاق نتيجة لهذه الظروف الاقتصادية الضاغطة.

كيف أثرت الرسوم الجمركية على الشركات الصغيرة؟

أثرت الرسوم الجمركية المرتفعة بشكل كبير على التدفق النقدي للشركات الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة، حيث يُضطر أصحاب هذه المنشآت إلى دفع تكاليف مرتفعة لاستيراد المواد الخام التي تحتاجها صناعاتهم، مع غياب البدائل المحلية المُمكنة، وهو ما يؤثر على قدرتهم على تخفيض التكاليف. وفقاً لتصريحات الرئيس التنفيذي آرينسمير، فإن معظم الشركات الصغيرة تُعاني من نقص الاحتياطيات النقدية اللازمة لتغطية مثل هذه الزيادات المفاجئة في الأسعار، ما قد يضعها في خانة الخطر الاقتصادي ويجبر أصحابها على إبطاء مشاريع التوسع أو تسريح العمالة لتقليل النفقات. كما أفادت السيدة آن برونيت، المسؤولة التنفيذية في مجموعة ميتشل للنسيج، بأن نموذج الأعمال الذي تعتمد عليه الشركة أصبح معرضاً لضغوط مالية هائلة نتيجة للاعتماد على واردات تخضع لرسوم جمركية تصل إلى 45 بالمئة بجانب الرسوم الأخرى.

تأثير الرسوم الجمركية على صناعة المنسوجات الأميركية

لم تُساهم الضرائب الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب في تحفيز الصناعة الأميركية كما كان يُروج لذلك، بل زادت الأمور سوءاً، حيث إن معظم المواد المستخدمة في صناعة المنسوجات والملابس غير متوفرة إنتاجها داخل الولايات المتحدة. وفقاً لشنغ لو، الأستاذ في جامعة ديلاوير، فإن صناعة المنسوجات الأميركية تراجعت بشكل مطرد على مدار العقود الماضية بسبب التحول نحو الاستيراد من الأسواق الدولية ذات التكلفة الأرخص، وأصبحت الصين المُنتج الأكبر عالمياً لمواد مثل القطن، الحرير، والألياف الصناعية الأساسية، ما جعل من الصعب على الصناعة الأميركية المنافسة.

الحلول الممكنة للشركات الصغيرة

في ظل هذه الضغوط، يجب أن تسعى الشركات الصغيرة لإيجاد حلول مبتكرة لتجنب المخاطر وتحقيق الاستدامة، عبر تبني تقنيات جديدة لتحسين الإنتاجية وخفض التكاليف، بالإضافة إلى البحث عن أسواق بديلة أو التفكير في تصنيع بعض المواد محلياً. قد تلعب الحكومة الأميركية دوراً مهماً هنا من خلال تقديم إعفاءات للشركات الصغيرة المتأثرة بالرسوم، أو دعمها بصناديق مالية لتجاوز التقلبات الاقتصادية المفاجئة.