أسعار الذهب تستمر في الارتفاع رغم التباطؤ بعد مستويات قياسية غير مسبوقة، وهذا التوجه يعكس تأثير عدة عوامل مهمة على السوق العالمي للمعادن الثمينة التي يبحث عنها المستثمرون في ظل تقلبات اقتصادية وجيوسياسية معقدة.
عوامل تعزيز صعود أسعار الذهب في 2026 وتأثير ضعف الدولار
يشير الرئيس التنفيذي لشركة الأكاديمية الاقتصادية في دبي، محمد الغباري، إلى أن عوامل عدة تُدعم ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة، أبرزها مخاوف المستثمرين من استمرار ضعف الدولار الأميركي، الذي يلعب دورًا محوريًا في تحديد قيمة المعدن النفيس. إلى جانب ذلك، يؤثر تراجع عوائد السندات الأميركية على جاذبية الذهب كأصل ملاذ آمن، لأن انخفاض عوائد السندات يُشجع على البحث عن استثمارات تحقق عوائد أفضل، والذهب يُعد خيارًا مناسبًا. لا يغيب عن المشهد أيضًا القلق المتزايد بشأن حالة الاقتصاد الأميركي، والذي يواجه تحديات قد تؤثر على الاستقرار الاقتصادي، وبالتالي يُدفع بأسعار الذهب للارتفاع نتيجة لتزايد الطلب تحوطًا من الركود أو البطء الاقتصادي.
توقعات خفض الفائدة الأميركية وتأثيرها على أسعار الذهب
يلفت الغباري إلى أن التوقعات الحالية تشير إلى إمكانية خفض الفائدة الأميركية خلال عام 2026 بعد التخفيض الأخير الذي بلغ 25 نقطة أساس، وهذا يعزز من قوة الذهب باعتباره أداة استثمارية مفضلة في أوقات التضخم والانكماش الاقتصادي. يركز الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في توجهاته الأخيرة على دعم سوق العمل، خاصة بعد تسجيل معدلات تضخم أقل من المتوقع، مما يجعل السياسات النقدية أكثر مرونة. انخفاض سعر الفائدة يقلل تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يدر أرباحًا أو فوائد، ما يجعل المستثمرين يتجهون نحو الذهب بشكل أكبر. إضافة إلى ذلك، التوترات الجيوسياسية تظل عاملًا مهمًا يدعم أسعار الذهب، حتى وإن كان تأثيرها محدودًا، فهي تخلق حالة من عدم اليقين تعزز من الدور التقليدي للذهب كملاذ آمن.
تحليل مستويات أسعار الذهب: التصحيح والقمم التاريخية المحتملة
أكد الغباري أن أسعار الذهب قد تشهد قممًا تاريخية جديدة في 2026، استنادًا إلى سلسلة الأزمات والمخاوف التي تضرب الاقتصاد العالمي وتُضعف الثقة بالأسواق المالية التقليدية، مما يدفع المستثمرين نحو المعادن الثمينة. الجدير بالذكر أن تراجع سعر الذهب أدنى مستوى 4200 دولار للأونصة يمثل بداية لموجة تصحيح مؤقتة في الأسعار، لكن التحليل الفني والأساسي يشير إلى أن الأسعار ستتجاوز مجددًا حاجز 4380 دولارًا للأونصة. هذا يعكس قدرة الذهب على التعافي وفرض سيطرته في سوق الاستثمار.
- مخاوف ضعف الدولار وتحولات السياسة النقدية
- تراجع عوائد السندات وتأثيره على الأسواق
- التوترات الجيوسياسية ودورها في دعم الذهب
- توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على جذب المستثمرين
- مستويات السعر الفنية بين 4200 و4380 دولارًا للأونصة
| المؤشر | التأثير المتوقع على أسعار الذهب |
|---|---|
| ضعف الدولار | دعم ارتفاع الأسعار |
| تراجع عوائد السندات | زيادة جاذبية الذهب |
| خفض الفائدة 2026 | رفع الطلب على الذهب |
| التوترات الجيوسياسية | توفير دعم محدود للذهب |
في ضوء هذه المعطيات، يتضح أن أسعار الذهب تمر بفترة تعايش بين موجة تصحيح وانعكاسات إيجابية لعوامل اقتصادية وجيوسياسية متنوعة؛ ما يجعل من الذهب خيارًا بارزًا للاستثمار خلال المرحلة القادمة مع انتظار المتغيرات التي ستشكل ملامح السوق في عام 2026
