تضخم أميركا يدفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة

الذهب قرب مستوى قياسي وسط بيانات التضخم الأميركية الضعيفة وصعود البلاتين الحاد

تداول سعر الذهب قرب مستوى قياسي غير مسبوق، مع تدقيق المستثمرين في بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أضعف من التوقعات، بينما واصل البلاتين موجة صعوده القوية حتى اقترب من حاجز 2000 دولار للأونصة. واستقر سعر الذهب الفوري عند نحو 4340 دولارًا للأونصة، متراجعًا قليلًا عن خسائر سابقة، وبفارق 40 دولارًا فقط عن أعلى سعر سجله في أكتوبر الماضي.

كيف تؤثر بيانات التضخم الأميركية على ارتفاع أسعار الذهب؟

جاء هذا التحرك في أسعار الذهب تزامنًا مع تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي في الولايات المتحدة خلال نوفمبر سنويًا، حيث سجل أبطأ وتيرة منذ بداية 2021. هذا التباطؤ عزز الرهانات على استعداد الاحتياطي الفيدرالي لتنفيذ خفض إضافي في أسعار الفائدة خلال العام القادم، بعد أن قام الأسبوع الماضي بأول خفض فائدة له على التوالي للمرة الثالثة. ويُعتبر هذا الدعم مهمًا للمعادن الثمينة التي لا تحقق عائدًا، رغم غموض الفيدرالي حول وتيرة التيسير النقدي مع اقتراب عام 2026. ويعطي السوق احتمالية تبلغ نحو 25% لخفض الفائدة في يناير، ويتوقع بشكل شبه كامل خفضًا بحلول أبريل، في ظل تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

الأحداث الجيوسياسية ودورها في تعزيز ارتفاع أسعار الذهب

تتزايد جاذبية الذهب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث أسهمت التطورات الأخيرة في فنزويلا، وخصوصًا قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض حصار على ناقلات النفط المتأثرة بالعقوبات، في دعم الأسعار خلال الأسبوع الحالي. كما رفعت تحركات الوجود العسكري الأمريكي في منطقة أمريكا اللاتينية الضغوط على حكومة نيكولاس مادورو، وسط جهود وساطة من المكسيك والبرازيل. حسب ديلين وو، استراتيجي الأبحاث بشركة “بيبيرستون غروب” الأسترالية، فإن مسار العوائد الحقيقية المتغير بات أكثر دعمًا للمعادن الثمينة، مشيرًا إلى أن استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتراجع السيولة مع نهاية السنة يعيدان المعادن الثمينة إلى مكانتها كعوامل استقرار في المحافظ الاستثمارية.

دوافع إضافية لارتفاع أسعار الذهب والبلاتين في الأسواق العالمية

حقق الذهب قفزة تقترب من الثلثين منذ بداية العام، في طريقه لتسجيل أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، مستفيدًا من عمليات شراء مكثفة من البنوك المركزية وتدفقات صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب. وفي المقابل، شهد البلاتين ارتفاعه السادس على التوالي، حيث تضاعفت قيمته خلال العام الجاري، متجهًا نحو أفضل مكسب سنوي منذ 1987 وفق بيانات “بلومبرغ”. يأتي هذا الازدهار وسط تشدد في سوق لندن، بسبب نقل البنوك للمعدن إلى الولايات المتحدة للتحوط من المخاطر المتعلقة بالرسوم الجمركية، إلى جانب الطلب القوي من الصين مع إطلاق العقود الآجلة مؤخرًا في بورصة قوانغتشو.

السعر الحالي للذهب السعر الحالي للبلاتين مستويات سعرية بارزة
4341 دولارًا للأونصة 1915 دولارًا للأونصة اقتراب الذهب من أعلى مستوى عند 4380 دولارًا، والبلاتين نحو 2000 دولار
  • ارتفاع الفائدة المفتوحة وأحجام التداول في بورصة قوانغتشو
  • تراجع سعر الفضة وانخفاض مؤشر «بلومبرغ» للدولار الفوري
  • زيادة الطلب والتفاؤل بشأن الأسواق الآسيوية

وبحلول الساعة 1:55 بعد ظهر بتوقيت لندن، بقي سعر الذهب عند 4341 دولارًا دون تغير يُذكر، فيما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.7% بعد أن لامس أعلى مستوياته منذ 2008. في الجانب الآخر، شهدت الفضة تراجعًا طفيفًا، بينما استقر البلاديوم في ارتفاع، مع انخفاض مؤشر «بلومبرغ» للدولار الفوري بنسبة 0.2%، مما يعكس حالة من التوازن النسبي في أسواق المعادن الثمينة العالمية.

الاستقرار النسبي لأسعار الذهب قرب مستويات قياسية، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية، يوحي بأن هذا المعدن لا يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن في ظل تقلبات الأسواق وتعقيدات المشهد الاقتصادي العالمي، وبالرغم من الضغوط المحتملة على الفائدة والأسواق المالية، تظهر الأسعار قدرة على الثبات والتماسك في الوقت الراهن.