قفزة مفاجئة.. سعر الفضة يتخطى حاجز 66 دولارًا ويشعل الأسواق العالمية

تجاوزت أسعار الفضة 66 دولارًا للأوقية، مسجلة قفزة تاريخية مدعومة بضعف بيانات سوق العمل الأمريكية التي أثارت توقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة مستقبلًا، ما عزز الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن للمستثمرين. هذا الارتفاع يعكس تغيرات مهمة في توجهات الأسواق المالية، مع تصاعد الاهتمام بالفضة كأصل تحوطي في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

لماذا تجاوزت أسعار الفضة 66 دولارًا للأوقية اليوم؟

وصلت أسعار الفضة في المعاملات الفورية إلى 66.28 دولارًا للأوقية، بعدما لامست أعلى مستوى تاريخي عند 66.52 دولارًا، مسجلة بذلك رقمًا قياسيًا جديدًا يعكس حدّة الطلب وقلة المعروض، وهو ما أشار إليه كونال شاه، رئيس قسم الأبحاث في شركة نيرمال بانج للسلع بمومباي، بأن السوق تعاني من ضغط متزايد على مراكز البيع دون تجاوب كبير في جانب المعروض. علاوة على ذلك، أضاف شاه أن الفضة مدرجة ضمن قائمة المعادن الحيوية التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعزز الطلب المتزايد على المعدن، خصوصًا بسبب استخدامه في مجالات التكنولوجيا، مراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي، التي من المتوقع أن تدفع الأسعار لتجاوز حاجز 70 دولارًا للأوقية في المستقبل القريب.

البيانات الاقتصادية وتأثيرها على تجاوزت أسعار الفضة 66 دولارًا

ظهر ارتفاع أسعار الفضة بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي لشهر نوفمبر، الذي أشار إلى إضافة 64 ألف وظيفة فقط، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6%، وهو ما يعكس ضعفًا نسبيًا في سوق العمل بعدما سجل شهر أكتوبر تراجعًا في عدد الوظائف بمقدار 105 آلاف وظيفة. وقد أكد براين لان، المدير الإداري لشركة جولد سيلفر سنترال، أن هذه الأرقام دعمت المعادن النفيسة وأدت إلى ضعف الدولار الأمريكي، مما زاد من إقبال المستثمرين على الفضة والذهب كأدوات للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية. وتنتظر الأسواق بيانات مؤشر أسعار المستهلكين المنتظر صدورها يوم الخميس، بالإضافة إلى مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة، اللذين سيحسمان المسار النقدي الأمريكي في الفترة المقبلة.

توقعات السوق مع ارتفاع سعر الفضة بعد تجاوزت 66 دولارًا

تُشير التوقعات إلى احتمال خفض سعر الفائدة الأمريكي مرتين إضافيتين خلال عام 2026، وهو ما يعد محفزًا قويًا لارتفاع أسعار الأصول غير المرتبطة بالعوائد المباشرة، مثل الفضة والذهب، إذ يفضل المستثمرون الوقوف إلى جانب المعادن النفيسة كأدوات حماية من صدمات التضخم وتقلبات الأسواق المالية. وتبرز قائمة الأسباب التي تدعم استمرار ارتفاع أسعار الفضة بعد تجاوزها 66 دولارًا للأوقية، من بينها:

• ضعف بيانات الوظائف الأمريكية وتأثيره على توقعات الفائدة
• الاهتمام المتزايد باستخدام الفضة في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
• الضعف النسبي في المعروض العالمي من الفضة رغم ارتفاع الطلب
• زيادة الإقبال على المعادن النفيسة كأصول تحوطية في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادية

مع تجاوزت أسعار الفضة 66 دولارًا وبلوغه مستويات غير مسبوقة، يتجه أنظار المستثمرين نحو متابعة التطورات الاقتصادية وتأثيرها على المعادن النفيسة، خاصةً في ظل التغيرات السريعة لسوق العمل الأمريكي والمخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي عالميًا، ما يجعل من الفضة خيارًا متناميًا في المحافظ الاستثمارية الباحثة عن الأمان والتنوع.