ارتفعت أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، وذلك للجلسة الثانية على التوالي، في ظل المخاوف المتزايدة بين المستثمرين من تداعيات الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة على منشآت الطاقة الروسية، بالإضافة إلى تصاعد التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وعلى الجانب الآخر، شهدت أسعار الذهب تراجعًا بعد تحقيقها لأعلى مستوى خلال ستة أسابيع في الجلسة السابقة، متأثرة بالتغيرات التي طرأت على عوائد سندات الخزانة الأميركية وجني الأرباح المحتمل.
ارتفاع أسعار النفط وتأثير الهجمات الأوكرانية وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا
شهدت أسعار النفط هبوطًا وارتفاعًا متباينًا في جلسات الأسبوع الحالي، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة طفيفة بلغت 0.1% لتصل إلى 63.23 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.22% مسجلًا 59.45 دولارًا في وقت إعداد التقرير، بعد أن كانت قد حققت مكاسب تجاوزت 1% خلال جلسة الاثنين. يأتي هذا الارتفاع في ظل تأثر الأسواق بارتفاع حدة المخاطر الجيوسياسية؛ حيث تعرضت منشآت طاقة روسية لهجمة بطائرات مسيّرة من قبل القوات الأوكرانية بتاريخ 29 نوفمبر/تشرين الثاني، مما دفع اتحاد خطوط أنابيب بحر قزوين لاستئناف شحنات النفط من إحدى نقاط الرسو التابعة له في البحر الأسود. في الوقت ذاته، جذب تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا انتباه المتعاملين، مع تحذير بنك إيه إن زد من احتمالية تأثر صادرات النفط الفنزويلية بسبب الضغوط الأميركية المتزايدة. وعلى صعيد آخر، أشار مسؤولون أميركيون إلى محادثات يجريها الرئيس دونالد ترامب مع مستشاريه لزيادة الضغط على فنزويلا، في وقت دعا فيه ترامب إلى اعتبار المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها “مغلقًا بالكامل”، رغم عدم ذكر تفاصيل إضافية.
تراجع أسعار الذهب مع ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية والسياسة النقدية الأميركية
في مقابل تحركات النفط، شهدت أسعار الذهب هبوطًا ملحوظًا بعدما سجلت أعلى مستوياتها خلال ستة أسابيع في الجلسة السابقة؛ إذ تأثرت بانخفاض المعروض من المعدن الأصفر بفعل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وعمليات جني الأرباح التي نفذها المستثمرون. أسعار الذهب في المعاملات الفورية تراجعت بنسبة 0.41% لتسجل 4215.08 دولارًا للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة التي تستحق في ديسمبر/كانون الأول بنسبة 0.47% إلى 4219.20 دولارًا للأوقية. ووفقًا لكبير محللي السوق في “كيه سي إم تريد” تيم ووترر، فإن أداء الذهب يبدو ضعيفًا في الوقت الحالي، ولكن العوامل الأساسية لم تتغير كثيرًا، خاصة مع استمرار توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية التي تظل عاملاً داعمًا للذهب بالنظر إلى عوائده. إلى جانب ذلك، تتسم الأسواق بحذر متزايد بسبب عدم اتفاق رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشكل كامل على سياسة التيسير النقدي مقارنة ببعض الزملاء. ومن جهتها، تتوقع أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي إم إي أن يحتمل أن يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة في ديسمبر بنسبة 88%. وأكد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، استعداده لتولي منصب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في حال التعيين، مما يزيد من ترقب المستثمرين لمزيد من التحركات المستقبلية. ومن الناحية الاقتصادية، يميل الذهب – الذي لا يوفر عوائد مباشرة – إلى الازدهار في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة.
تحركات المعادن النفيسة الأخرى وسط تغيّرات أسعار النفط والذهب
لاقت تحركات أسعار الذهب اهتمامًا واسعًا، لكن المعادن النفيسة الأخرى لم تخلُ من التأثر أيضًا؛ فقد شهدت أسعار الفضة والبلا틴 والبلاديوم تباينًا ملحوظًا خلال الجلسات الأخيرة، حيث انخفضت الفضة بنسبة طفيفة بلغت 0.16% لتصل إلى 57.32 دولارًا للأوقية، كما انخفض البلاتين بنسبة 0.56% ليصل إلى 1657.21 دولارًا، بينما شهد البلاديوم ارتفاعًا بنسبة 0.6% مسجلاً 1441.10 دولارًا. هذه التغيرات تدل على تأثر المعادن النفيسة بتقلبات الأسواق العالمية المتأثرة بالأحداث الجيوسياسية والاقتصادية، مما يعكس حساسية هذه المعادن تجاه الأوضاع الاقتصادية والسياسية القائمة.
| المعدن النفيس | التغير (%) | السعر (دولار للأوقية) |
|---|---|---|
| الفضة | -0.16 | 57.32 |
| البلاتين | -0.56 | 1657.21 |
| البلاديوم | +0.6 | 1441.10 |
- تقييم تأثير الهجمات الأوكرانية على إمدادات النفط الروسية
- دور الضغوط الأميركية في تصاعد التوترات مع فنزويلا وتأثيرها على الأسواق
- تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية على تحركات الذهب والمعادن النفيسة
