سعر الذهب العالمي يرتفع ويتجه إلى 4213 دولارًا بحلول 2026

الارتفاع الأخير في سعر الذهب العالمي يعكس تأثير توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وزيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، حيث وصل الذهب إلى أعلى مستوياته منذ 21 أكتوبر، مما يعزز موقعه كأصل استثماري مفضل في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

تطورات سعر الذهب العالمي وتأثيرها على السوق

شهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا في نهاية جلسات أمس، معزّزًا بأحداث اقتصادية محلية وعالمية أثرت بشكل مباشر على المعنويات الاستثمارية، إذ ارتفع سعر أوقية الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.3% ليصل إلى 4,293.43 دولار للأونصة. في الوقت نفسه، شهد سعر الذهب في العقود الأمريكية الآجلة زيادة نسبتها 0.4%، مسجلاً 4,328.3 دولار للأونصة، مما يعكس حركة تصحيحية إيجابية للمعدن النفيس بعدما شهد بعض الضغوط المؤقتة. ولا شك أن هذه الارتفاعات جاءت مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، التي كانت أحد المحركات الأساسية لتعزيز الطلب على الذهب، حيث يُعتبر الملاذ الآمن الأول في الأسواق الدولية.

عوامل مؤثرة في سعر الذهب العالمي ومؤشرات مستقبلية

أوضح بارت ميليك، الرئيس العالمي لاستراتيجية السلع في TD Securities، أن هناك بعض الضغوط على سعر الذهب ناجمة عن جني الأرباح وارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، لكن ذلك لم يمنع الذهب من تحقيق مكاسب ملحوظة. وخلال الأسبوع الجاري، أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض سعر الفائدة للمرة الثالثة والأخيرة هذا العام بمقدار ربع نقطة، مع التأكيد على ضرورة الحذر تجاه المزيد من التخفيضات في ظل الحاجة لبيانات اقتصادية إضافية. ويتوقع المستثمرون خفضين إضافيين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، في انتظار قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية الشهر القادم التي قد توجه تحركات السوق. من ناحية أخرى، يظل الذهب، الذي لا يوفر عائداً مباشراً، مؤهلاً للأداء القوي في بيئة تتميز بأسعار فائدة منخفضة، مما يرفع من جاذبيته كأصل استثماري في هذه المرحلة.

تحديثات المعادن النفيسة الأخرى وأسعارها العالمية

ترافق ارتفاع سعر الذهب العالمي مع تحركات ملحوظة في بقية المعادن النفيسة، حيث شهدت الفضة تراجعًا بنسبة تقارب 3% بعدما وصلت إلى مستوى قياسي عند 64.64 دولار للأونصة في وقت سابق من الجلسة، بسبب عمليات جني الأرباح التي ترافقت مع تصحيح أسعارها. بالمقابل، سجل البلاتين ارتفاعًا بنسبة 2.6% ليصل إلى 1,740.05 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2011، ما يعكس قوة الطلب على هذا المعدن. كما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.9%، مستقرًا عند 1,497.21 دولار للأونصة. تعكس هذه الأرقام حالة كبيرة من التباين داخل سوق المعادن النفيسة، حيث تلعب عوامل اقتصادية متعددة دورًا في تحريك الأسعار في اتجاهات مختلفة.

المعدن النفيس السعر الحالي بالدولار للأونصة التغير النسبي
الذهب (فوري) 4,293.43 +0.3%
الذهب (عقود آجلة) 4,328.3 +0.4%
الفضة 64.64 (سجلت سابقًا) -3%
البلاتين 1,740.05 +2.6%
البلاديوم 1,497.21 +0.9%
  • خفض سعر الفائدة الأمريكي يدعم ارتفاع سعر الذهب العالمي ويزيد من جاذبيته كملاذ آمن
  • تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي هو العامل الأساسي المنتظر لمزيد من تحركات السوق
  • المعادن النفيسة الأخرى تشهد تقلبات متفاوتة تبعًا لظروف الطلب وجني الأرباح

يشير بارت ميليك إلى أن متوسط توقعات سعر الذهب العالمي لعام 2026 يصل إلى 4,213 دولارًا للأونصة، مما يؤكد استمرارية زخم السوق في جذب المستثمرين الباحثين عن أصول مستقرة يمكن الاعتماد عليها في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، حيث يمثل الذهب خيارًا استراتيجيًا في ظل بقاء أسعار الفائدة منخفضة واستمرار حالة التوتر الاقتصادي العالمي.