عودة السوق السوداء للعملة في عدن تثير أزمة أسعار وصخب بين المواطنين

عودة سوق الصرافة السوداء في عدن خلال 48 ساعة فقط أثبتت هشاشة الوضع الاقتصادي، وذلك بعد اختفائها لفترة طويلة نتيجة الإجراءات الرقابية الصارمة، حيث صار ما يحدث مساءً في أحياء المنصورة والشيخ عثمان معياراً لتحديد سعر رغيف الخبز في صباح اليوم التالي، مما يوحي بازدياد الفوضى الاقتصادية التي اعتقد الجميع أنها قد انتهت بشكل نهائي.

تفاقم سوق الصرافة السوداء في عدن وأثرها المباشر على الحياة اليومية

شهدت شوارع عدن الفرعية في المنصورة والشيخ عثمان نشاطاً مكثفاً لتبادل العملات الأجنبية في السوق السوداء، حيث عادت هذه السوق بقوة لتفرض نفسها على المشهد الاقتصادي مجدداً، وتبرز هذه العودة من خلال اشتمالها على شخصيات مثل أبو أحمد، صراف غير مرخص يجني أرباحًا يومية تفوق راتب الموظف الحكومي، مما يعكس الطلب العالي على الخدمات المالية غير الرسمية. السكان المحليون يعبرون عن قلقهم من التغيرات الحادة في الأسعار التي شهدتها الأيام الأخيرة، فهي تختلف بشكل واضح بين يوم وآخر، وهو ما يثير مخاوف من انهيار العملة المحلية في المستقبل القريب.

فشل السياسات الحكومية في مواجهة سوق الصرافة السوداء وتأثيرها على الاقتصاد

تشير الوقائع إلى أن عودة سوق الصرافة السوداء في عدن تكشف عن إخفاق واضح للسياسات الحكومية في معالجة جذور الأزمة الاقتصادية، إذ استفادت السوق من ضعف الرقابة الأمنية وتدهور الاستقرار الاقتصادي، مما ساهم في انتشارها بسرعة فائقة. فقد وصف خبير الاقتصاد د. محمد الحدّاد هذا الوضع بقوله: “عودة السوق السوداء مؤشر خطير على فشل السياسات النقدية”، مؤكداً أن هذه الحالة تشبه انتكاسة المرض بعد فترة من التحسن المؤقت، ما يدل على أن المشكلة الأساسية لم تُحل بعد. معاناة المواطنين تتجسد في نماذج حياتية مؤثرة، مثل أم فاطمة، المعلمة المتقاعدة التي اضطرت لاستعمال السوق السوداء لشراء الدولارات لتغطية نفقات علاج ابنها، في ظل ارتفاع مستمر ومتسارع في الأسعار يضاعف الأعباء عليهم.

خطر استمرار سوق الصرافة السوداء في عدن وتداعياته المتوقعة على الاقتصاد المحلي

يعتبر تأخر السلطات في معالجة سوق الصرافة السوداء في عدن سبباً أساسياً لفقدان المواطنين المزيد من قيمة مدخراتهم، إذ يحذر الخبراء من امتداد الظاهرة إلى مناطق أخرى، مما قد يفضي إلى انهيار اقتصادي شامل. في هذا السياق، يشهد عبدالله سالم، تاجر في الشيخ عثمان، ازدحامًا يوميًا من مواطنين يحاولون صرف العملات بأسعار مرتفعة جداً، مما يعيد إلى الأذهان أسوأ أيام الأزمة الاقتصادية. يمكن تلخيص مخاطر استمرار هذه الظاهرة من خلال الخطوات التالية:

  • تآكل القوة الشرائية للمواطنين بشكل سريع ومخيف
  • ارتفاع مضاعف في أسعار السلع المستوردة نتيجة تقلبات سعر الصرف
  • تزايد صعوبة الرقابة الأمنية على العمليات المالية غير الرسمية
  • سحب مزيد من الثقة من سوق العملة المحلية وحكومتها
اليوم ارتفاع أسعار العملات في السوق السوداء (بالمقارنة مع العملة الرسمية)
الثلاثاء ارتفاع بنسبة 12%
الأربعاء ارتفاع بنسبة 15%

التساؤل المركزي يبقى حول قدرة السلطات على القضاء نهائياً على سوق الصرافة السوداء في عدن، إذ أن استمرارها قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية جديدة تهدد ما تبقى من استقرار العملة المحلية، مما يزيد الضغوط على الأسر والتجار على حد سواء ويحول دون تحقيق أي تقدم اقتصادي ملموس.