الإمدادات الوفيرة.. النفط يحقق استقرارًا مفاجئًا رغم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة

الارتفاع الطفيف في أسعار النفط وسط وفرة المعروض يثير تساؤلات حول تأثير التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال تداولات الجمعة، وسط توجه السوق نحو تسجيل خسائر أسبوعية، حيث يتركز اهتمام المستثمرين على حجم المعروض النفطي الكبير وفرصة حدوث اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا. تعكس هذه الديناميكية التحديات التي تواجهها أسعار النفط على الصعيد العالمي رغم الأزمات السياسية.

تغيرات أسعار النفط اليوم في ظل التوترات الجيوسياسية

شهدت عقود خام برنت ارتفاعًا طفيفًا قدره 4 سنتات ليصل السعر إلى 61.32 دولار للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 11 سنتًا مسجلًا 57.70 دولارًا للبرميل؛ هذا في الوقت الذي انخفض فيه كلا المؤشرين نحو 1.5% يوم الخميس وخسرا أكثر من 4% خلال الأسبوع الجاري. وبحسب أندرو ليبو، رئيس شركة Lipow Oil Associates، فإن سوق النفط لا يزال يعاني من مشكلة وفرة المعروض على الرغم من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، مما يُبقي الأسعار تحت ضغط انخفاض مستمر.

توقعات حجم المعروض من النفط وتأثيرها على السوق

أفاد تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة بأن المعروض العالمي من النفط سيتجاوز الطلب بنحو 3.84 مليون برميل يوميًا في العام المقبل، بينما أشار تقرير منظمة أوبك إلى توقع توازن بين العرض والطلب بحلول عام 2026، مما يعكس توقعات بتحسن مستقبلي للمعروض النفطي. وتشير هذه البيانات إلى تحدٍ مستمر في تحقيق استقرار الأسعار بسبب فائض الطاقة الإنتاجية، وهو ما يجعل السوق أكثر حساسية لأي تغييرات جيوسياسية أو سياسية.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها المحدود أمام وفرة الإمدادات النفطية

في حين أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق عن ضبط ناقلة نفط فنزويلية تخضع للعقوبات، مع استعداد الولايات المتحدة لاعتراض المزيد من السفن النفطية، يرى المحللون أن تأثير هذه الإجراءات محدود بسبب توفر معروض كبير في السوق. ومن العوامل التي تدعم الأسعار رغم ذلك، تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بالإضافة إلى الهجمات الجوية التي نفذتها أوكرانيا على منشآت نفطية روسية في بحر قزوين. وفي هذا السياق، أظهرت بيانات أن صادرات روسيا البحرية من المنتجات النفطية في نوفمبر تراجعت بنسبة بسيطة بلغت 0.8% مقارنة بشهر أكتوبر، حيث تم تعويض هذا الانخفاض من خلال صيانة المصافي وتحسن صادرات بعض الموانئ الجنوبية.

• السوق يركز على فائض المعروض وتأثيراته
• التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تزيد من الحذر الاستثماري
• احتمالية اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا ترسم ملامح الطلب المستقبلي

تستمر وفرة المعروض النفطي في تشكيل العامل الحاسم الذي يحول دون ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، إذ يتابع المستثمرون بترقب تطورات الأوضاع الجيوسياسية التي قد تؤثر على التوازن بين العرض والطلب؛ حيث تبدو حتى الآن تلك التوترات جيوسياسية محدودة التأثير مع استمرار التصاريح المنتظمة للإنتاج والتصدير عبر الموانئ المتعددة، مما يحافظ على زخم السوق في نطاق مرن وغير متطرف.