الدولار الأمريكي ومستقبل التراجع في 2026: توقعات بنوك عالمية كبرى
توقعات تراجع الدولار الأمريكي في 2026 تشير إلى موجة ضعف جديدة مدفوعة بخفض الاحتياطي الفيدرالي التدريجي لأسعار الفائدة، بينما تحافظ بنوك مركزية أخرى على أسعارها مستقرة أو ترفعها. هذا السيناريو يعكس تحولات مهمة في الأسواق العالمية وتأثيرات متشابكة على الاقتصاد العالمي.
توقعات تراجع الدولار الأمريكي وتأثير أسعار الفائدة العالمية
بعد استقرار الدولار في النصف الثاني من العام الحالي، عقب أكبر تراجع له منذ السبعينيات في النصف الأول نتيجة الاضطرابات التي نشأت خلال الحرب التجارية في عهد الرئيس دونالد ترامب، تتوقع بنوك كبرى مثل “دويتشه بنك” و”غولدمان ساكس” استمرار تراجع الدولار الأمريكي في 2026. تباين أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وبنوك مركزية أخرى سيدفع المستثمرين إلى بيع الديون الأمريكية وتحويل السيولة إلى أسواق تقدم عوائد أعلى، مما يعزز من توقعات ضعف الدولار مقابل اليورو، الين الياباني، والجنيه الإسترليني. هذه الديناميكية تنعكس على مؤشر الدولار الذي قد ينخفض بنسب تتراوح بين 3% و5% بحسب تقديرات عدة بنوك، حيث يعتقد خبراء “مورغان ستانلي” أن خفض الفائدة الإضافي من قبل الفيدرالي لمواجهة ضعف سوق العمل قد يدفع الضعف إلى مستويات أكبر.
أثر ضعف الدولار الأمريكي على الاقتصاد والاستثمارات حول العالم
ضعف الدولار الأمريكي يترافق مع تأثيرات إيجابية on الاقتصاد الأمريكي، أبرزها زيادة عوائد الصادرات وتحسين أرباح الشركات متعددة الجنسيات العاملة خارج الولايات المتحدة. هذا الانخفاض في قيمة العملة يمكن أن يشجع المستثمرين على ضخ سيولة إضافية في الأسواق الناشئة التي تتميز بارتفاع أسعار الفائدة، مما يعزز عمليات “تجارة الفائدة” التي تعتمد على الاستدانة من دول منخفضة الفائدة للاستثمار في مناطق ذات عوائد مرتفعة. أمثلة على هذه العملات التي تستفيد من هذا الاتجاه هي الريال البرازيلي، اليوان الصيني، والوون الكوري الجنوبي. هذه الحركات الاستثمارية تساهم في خلق فرص نمو للعوائد ضمن الأسواق الناشئة، إلى جانب تكوين توازن جديد في الملفات المالية العالمية.
- زيادة عوائد الصادرات الأمريكية مع ضعف الدولار
- تحفيز أرباح الشركات العاملة دولياً
- جذب استثمارات أكبر للأسواق الناشئة
- تعزيز مكاسب تجارة الفائدة عبر العملات المختلفة
السيناريوهات المتعددة لمستقبل الدولار الأمريكي في 2026
رغم التفاؤل سيد الموقف بتراجع الدولار الأمريكي في 2026، يبرز سيناريو مغاير يشير إليه محللو “سيتي غروب” و”ستاندرد تشارترد”، حيث يدعم النمو المتسارع لقطاع الذكاء الاصطناعي قوة الاقتصاد الأمريكي، ما قد يعيد للدوﻻر جزءاً من قيمته خلال العام المقبل. يدعم هذا السيناريو استمرار تدفقات الاستثمار إلى الولايات المتحدة، في ظل تعقيدات المشهد الاقتصادي العالمي الذي يتأثر بعدة عوامل منها سياسات الفيدرالي وأسعار الفائدة العالمية، إضافة إلى طلب المستثمرين على الدولار كعملة ملاذ آمن.
| العامل المؤثر | التأثير المتوقع على الدولار في 2026 |
|---|---|
| خطة خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي | تراجع مستمر في قيمة الدولار |
| نمو قطاع الذكاء الاصطناعي والاستثمار الأمريكي | تعزيز قوة الدولار واستعادة قيمته |
| تباين أسعار الفائدة العالمية | تحويل السيولة من الدولار إلى عملات أخرى |
يظل المتداولون والمستثمرون يراقبون عن كثب تحركات الاحتياطي الفيدرالي، إذ أن أي إشارة إلى تغيير عبر خفض أو تثبيت أسعار الفائدة تشكل عاملاً حاسماً في تحديد مسار الدولار الأمريكي خلال 2026، مع الأخذ بعين الاعتبار التعقيدات الاقتصادية العالمية التي تحيط بالعملة الأمريكية.
