الدولار الأمريكي يشهد تراجعًا مستمرًا بعد خفض ثالث لأسعار الفائدة في 2025، مع توقعات متشائمة تحيط بمستقبله وسط تحركات الاحتياطي الفيدرالي وتداعيات سياسية واقتصادية عدة تؤثر على أداء العملة الخضراء، بينما ترتفع عملات المنافسة إلى مستويات قياسية.
تراجع الدولار الأمريكي وسط تحديات سياسة الاحتياطي الفيدرالي
شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا ملحوظًا في تعاملات الجمعة المبكرة، حيث تلقّى خفضًا ثالثًا لأسعار الفائدة خلال عام 2025، ما دفعه للتوجه نحو تسجيل ثالث خسارة أسبوعية متتالية، وسط توقعات قاتمة لمستقبل العملة الأمريكية، خاصة بعد معارضة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لرهانات التشديد النقدي، الأمر الذي عزز من صعود اليورو والجنيه الإسترليني إلى مستويات غير مسبوقة منذ أكتوبر الماضي؛ إذ ارتفع اليورو إلى 1.1741 دولار، والجنيه الإسترليني إلى 1.33955 دولار، ما يعكس ضعف ثقة السوق بالدولار. في الوقت نفسه، يتجه مؤشر الدولار إلى تسجيل أكبر خسارة سنوية منذ ثماني سنوات، بعد سلسلة من الصدمات التي أثرت عليه، أبرزها اندلاع حرب التعريفات الجمركية في أبريل ومحاولات لإقالة أعضاء رئيسيين في الاحتياطي الفيدرالي، منهم جيروم باول.
الدولار الأمريكي وخسائره الكبيرة رغم خفض الفائدة الثالث
تُظهر الأرقام الأخيرة انخفاض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، بنسبة 0.15% ليصل إلى 98.34 نقطة بتوقيت غرينتش، مع توجه العملة الأمريكية لتسجيل انخفاض أسبوعي نسبته 0.7%، ليكون التراجع الثالث على التوالي، وخسائر تقارب 1% خلال الثلاثين يومًا الماضية. خلال 2025، هبط المؤشر نحو 10%، محققًا أكبر هبوط سنوي منذ 2017، وبانخفاضٍ إجمالي نسبته 8% خلال عام كامل؛ إذ كان الدولار قد بلغ أعلى مستوياته في عامين فوق 110 نقاط قبيل تنصيب ترامب في يناير. وعلى الرغم من ذلك، سجل مؤشر الدولار أدنى مستوياته في أكثر من أربع سنوات أثناء الشهر الماضي، مقتربًا من حاجز 96 نقطة.
| المؤشر | الأداء |
|---|---|
| مؤشر الدولار مقابل ست عملات | انخفض بنسبة 0.15% إلى 98.34 نقطة |
| الخسائر الأسبوعية | 0.7% التراجع الثالث على التوالي |
| تراجع سنوي | ما يقارب 10% وهو الأكبر منذ 2017 |
دور الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على الدولار والعملات المنافسة
شهد عام 2025 تحولات حرجة على صعيد قيادة الاحتياطي الفيدرالي، مع اقتراب كيفن هاسيت، المستشار المؤيد لخفض أسعار الفائدة، من خلافة جيروم باول في رئاسة المجلس، بينما تكمل ولاية باول مع ثلاث اجتماعات فقط قبل مايو 2026، في ظل محاولات لإعادة تشكيل المجلس من قبل إدارة ترامب. قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة كما كان متوقعًا، لكن تصريحات باول وتصريحات المجلس أظهرت تراجعا عن التشديد النقدي، مما دفع المستثمرين إلى بيع الدولار وزيادة الضبابية حول سياسة الفائدة لعام 2026، التي قد تشهد خفض سعر الفائدة مرتين إلى ثلاث مرات. ويقول خبراء من بنوك عالمية، مثل كريستينا كليفتون من «الكومنولث الأسترالي»، إن المخاوف من سوق العمل قد تدفع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لمزيد من تخفيضات الفائدة المقبلة.
وفي ظل ضعف الدولار، استفادت العملات المنافسة التي سجلت ارتفاعات متفاوتة:
- الين الياباني ارتفع 0.15% إلى 155.6 ين مقابل الدولار، مع مكاسب أسبوعية تبلغ 0.2% بعد سلسلة خسائر دامت أسبوعين.
- الدولار الأسترالي والصيني سجل كلاهما مكاسب طفيفة بنسبة 0.2% و0.15% على التوالي، عند 0.6667 و0.5815 دولار أمريكي.
- الفرنك السويسري قفز 0.25% إلى 0.7942 مقابل الدولار.
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق الآسيوية تجاهلت المؤشرات المتشائمة للاحتياطي الفيدرالي، مع استمرار مخاوف من تشكل فقاعة اقتصادية محتملة كما أشار محللون مثل نيك ريس وتوني سيكامور، اللذين أكدوا أن ميل المجلس للفيدرالي نحو التيسير النقدي يمثل فرصة لارتفاع الأصول ذات المخاطر.
يبقى عام 2025 عامًا معقدًا في تاريخ الدولار الأمريكي، حيث تنوعت التحديات بين سياسية واقتصادية وأحداث داخل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما أثر بقوة على أداء العملة الخضراء وأسواق الصرف العالمية.
