الذهب يتأثر بخصم الصين وارتفاع مشترياتها من الدولار

البيع بأسعار أدنى للسبيكة الذهبية في الهند والصين وتأثيره على أسعار الذهب العالمية

مؤخرًا، كشفت البيانات الرسمية من مجلس الذهب العالمي عن قيام الهند والصين ببيع سبائك الذهب بأسعار أقل من السعر الفعلي للأونصة، وهي ظاهرة غير معتادة في سوق الذهب العالمي؛ إذ تم طرح السبائك بأسعار مخفضة مقارنة بالسعر العالمي الجاري، ما يعكس حالة ضعف في زخم الشراء ووفرة أكبر في المعروض من الذهب الفعلي.

تفسير ظاهرة البيع بأسعار أدنى للسبائك الذهبية في الهند والصين

يتضح من البيانات أن عمليات بيع الذهب خلال الفترة الأخيرة في الهند والصين تتم مع تقديم خصومات على السعر الفعلي للأونصة العالمية، ولتفسير ذلك يجب ربط الأمر بحالة زخم الشراء وسط المتداولين؛ فحين يكون الطلب قويًا وكمية الذهب المعروضة محدودة تظهر رسوم إضافية تؤدي إلى أسعار أعلى، كما حدث ما بين منتصف أبريل وحتى منتصف مايو وأيضًا في نهايات أكتوبر، بينما اعتُمدت خصومات أو بيع بأسعار منخفضة في فترات من منتصف سبتمبر حتى منتصف نوفمبر، مما يشير إلى ضعف في طلب الشراء وكثرة المعروض من الذهب للبيع، ما خلق ضغطًا هبوطيًا على الأسعار.

كيف تؤثر عمليات البيع بأسعار أدنى للسبائك الذهبية على سعر الذهب الدولي وعلاقته بالعملات؟

إضافة إلى الظاهرة السابقة، تبرز معلومات عن قيام البنوك الصينية المملوكة للحكومة بشراء الذهب بشكل مكثف مع محاولة واضحة لإضعاف اليوان الصيني، ما يؤثر بشكل مباشر على قيمة العملة الصينية ويحدث ضعفًا في سعرها مقابل الدولار الأمريكي؛ نظرًا للعلاقة العكسية بين الذهب والدولار، فإن أي تغييرات قوية في عملة رئيسية كالصين تؤدي بالضرورة إلى تعديل في سوق الذهب الدولية. أما حركة أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة فتظهر كذلك تأثير مضاربات في مختلف الأسواق:

  • في الصين، تستمر عمليات المضاربة على الذهب مع تراجع ملحوظ في الأسعار بين افتتاح سوق شنغهاي وإغلاقه.
  • في الأسواق الأوروبية خاصة لندن، التي كانت تشهد طلبًا متزايدًا وحالة شراء على الذهب، لوحظ تراجع واضح في حماس الشراء وانخفاض تلك الارتفاعات التي كانت العلامة المميزة للجلسة الأوروبية.
  • أما جلسة نيويورك الأمريكية، فتتميز بحركات ارتفاع درامية غالبًا ما تكون مضاربية، ثم يتراجع السعر بسرعة بعد المكاسب.

كيف يمكن تفسير المسار المتوقع للذهب وسط ظاهرة البيع بأسعار أدنى في الأسواق الآسيوية؟

التفاصيل الدقيقة مهمة للغاية في فهم تحركات سعر الذهب، إذ المعرفة توفر قوة للبناء على الحقائق والأسباب بعقلانية، وليس فقط الالتصاق بأي فكرة أو إشاعة. فإن مسار الذهب اليوم وتعقيداته تعتمد على تفاعل عدة عوامل، منها استمرار ضعف الطلب في الهند والصين، والتأثيرات الاقتصادية المتعلقة باليوان والدولار، بالإضافة إلى تحركات المضاربين في الأسواق العالمية. فيما يلي جدول بسيط يوضح بيانات الأداء خلال الفترات الأخيرة:

الفترة سعر الذهب بالنسبة للسعر العالمي حالة السوق
منتصف أبريل – منتصف مايو زيادة في السعر (رسوم إضافية) طلب عالي وكمية معروض محدودة
منتصف سبتمبر – منتصف أكتوبر خصومات على السعر ضعف الطلب وزيادة المعروض
أواخر أكتوبر ارتفاع مجدّد في السعر انتعاش في طلب الشراء
شهر نوفمبر خصومات على السعر تراجع في الزخم الشرائي

المتداول الذكي عليه متابعة هذه المؤشرات الأساسية لبناء تصور واضح عن اتجاه سعر الذهب، والذي غالبًا ما يكون متأثرًا بعوامل سياسية واقتصادية بالإضافة إلى تحركات كبار اللاعبين في السوق. 

يبقى السؤال المطروح: ما هو المسار المتوقع للذهب خلال تداولات اليوم؟ وما هي المستويات السعرية الأساسية التي يجب مراقبتها؟ وهل يمكن أن تظل الأسعار تحت ضغط الخصومات أم أن هناك فرصًا لارتفاع جديد في السوق؟ جميع هذه التفاصيل تجدونها في الفيديو المختصر المرفق، كما نعدكم بمتابعة مستمرة وتحليلات فنية وأساسية دقيقة عبر حسابي في منصة X [تويتر] @GhaithAbohlal، حيث يمكنكم التفاعل والمناقشة في أي وقت.

منطلق التحليل هنا يرتكز دائمًا على معرفة دقيقة وشرح منطقي للأسباب وراء تحركات السوق، وليس مجرد نقل آراء عابرة. على المتداولين إذن أن يبقوا واعين لتقلبات الأسواق، وأن يستندوا إلى التحليل الأساسي الذي يشكل المحرك الحقيقي للسوق، مع دعم التحليل الفني في الوقت ذاته، هكذا يمكن الوصول إلى أفضل فرص ممكنة لتقليل الخسائر وتحقيق الأرباح بشكل متوازن ومنطقي، لأن الاجتهاد هو طريق النجاح، والله تعالى هو الموفق والهادي.