الذهب ينتعش والفضة تصل لقمة تاريخية مع توقعات خفض الفائدة

الارتفاع المستمر في أسعار الذهب مع توقعات خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي يسيطر على تحركات الأسواق، خاصة مع ترقب المستثمرين لسلسلة من البيانات الأميركية التي من المتوقع أن تحدد اتجاه السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة، فيما سجلت الفضة مستويات قياسية جديدة وسط نقص واضح في الإمدادات.

توقعات خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على سوق الذهب والفضة

شهد الذهب ارتفاعاً ملحوظاً في التعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 4222.19 دولار للأوقية حتى الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش، وذلك بعد تراجعه نحو 1% في جلسة الثلاثاء السابقة، في حين ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.8% لتبلغ 4253.90 دولار للأوقية، مما يعكس تحركات متقلبة لكنها إيجابية بحكم توقعات خفض الفائدة. وشرح برايان لان، المدير العام في «غولدسلفر سنترال»، أن الضغوط المؤقتة جاءت نتيجة عمليات جني الأرباح وتحول بعض المتعاملين نحو العملات الرقمية والأسهم، لكن عودة الذهب للصعود أمر طبيعي مع ازدياد لفرص خفض الفائدة مع اقتراب نهاية العام. وتعكس تعاملات العقود المستقبلية زيادة احتمالية خفض الفائدة إلى 89% الأسبوع المقبل مقارنة 85% الأسبوع السابق، مدفوعة ببيانات اقتصادية أميركية أظهرت تباطؤاً طفيفاً في النشاط الاقتصادي، ما يدعم توجه المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن.

البيانات الأميركية المرتقبة ودورها في تحديد مسار السياسة النقدية وأسعار المعادن

ينتظر المستثمرون عن كثب صدور بيانات توظيف القطاع الخاص لشهر نوفمبر، إلى جانب مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي لشهر سبتمبر، وهو المؤشر المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، والمقرر صدوره يوم الجمعة. ويزداد التشويق مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه الكشف عن اسم المرشح لخلافة جيروم باول في رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي مطلع العام المقبل، الأمر الذي قد يؤثر بقوة على قرارات السياسة النقدية وأسعار المعادن الثمينة. وفقاً لمجلس الذهب العالمي، فقد شهد شهر أكتوبر شراء 53 طناً من الذهب من قبل البنوك المركزية، بزيادة بلغت 36% مقارنة بالشهر السابق، مسجلاً أكبر شراء شهري منذ بداية 2025، ما يبرز أهمية الذهب في استراتيجيات الاحتياطيات النقدية.

المعدن السعر الحالي (دولار للأوقية) التغير
الذهب الفوري 4222.19 +0.4%
العقود الآجلة للذهب (ديسمبر) 4253.90 +0.8%
الفضة 58.94 +0.8%
البلاتين 1636.10 -0.1%
البلاديوم 1463.43 +0.1%

قفزة الفضة إلى مستويات قياسية وأهم أسباب تغيرات أسعار المعادن الثمينة

سجلت الفضة ارتفاعاً بلغ 0.8% لتصل إلى مستوى لم يسبق له مثيل عند 58.94 دولار للأوقية، مع وجود مؤشرات واضحة على نقص الإمدادات، خاصة مع تراجع المخزونات في الصين ومراكز التخزين التابعة لبورصة السلع، مما يزيد الضغوط على العرض. وأكد كونال شاه، رئيس الأبحاث في «نيرمال بانغ كوموديتيس» في مومباي، أن أساسيات سوق الفضة إيجابية للغاية نظراً لاستمرار انخفاض المخزونات العالمية، مما يدعم استمرار الارتفاع في الأسعار. بينما شهد البلاتين تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليستقر عند 1636.10 دولار للأوقية، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.1% ليصل إلى 1463.43 دولار، في ظل حركة متقلبة بين المعادن المصاحبة.

  • الذهب يستفيد من توقعات خفض الفائدة التي تخفض تكلفة الفرصة البديلة.
  • مراقبة بيانات التوظيف ومؤشرات التضخم تعزز من تقلبات السوق.
  • الفضة تعاني من نقص في الإمدادات وتراجع المخزونات على المستوى العالمي.
  • البلاتين والبلاديوم يشهدان تغيرات طفيفة متأثرة بعوامل العرض والطلب.

تتفاعل أسعار الذهب والفضة بشكل مباشر مع القرارات المرتقبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الاقتصادية الأميركية التي تحدد مسار السياسة النقدية، حيث يعتبر الذهب أحد الأصول التي تلجأ إليها الأسواق في ظل تقلبات الفائدة والتضخم، فيما يواصل الطلب على الفضة ارتفاعه في ظل أعراض نقص الإمدادات العالمية وانخفاض المخزونات الاستراتيجية، مما يعزز من أهمية متابعة هذه المتغيرات عن كثب في تحركات السوق القادمة.