أسعار النفط تستقر مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية على الإمدادات

الدولار الأمريكي يحاول التعافي من مستويات منخفضة ويترقب الأسواق بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة من شأنها تحديد اتجاه أسعار الذهب والسياسة النقدية الأمريكية في ديسمبر الجاري

تراجع أسعار الذهب تحت ضغط تعافي الدولار الأمريكي وانتظار البيانات الاقتصادية الهامة

شهد سوق الذهب في أوروبا تراجعاً يوم الثلاثاء، بعد ثلاثة أيام من الارتفاع المتتالي، حيث تخلّى المعدن النفيس عن أعلى مستوى سجله خلال ستة أسابيع، نتيجة عمليات التصحيح وجني الأرباح التي مارسها المستثمرون، إلى جانب الضغط الناتج عن انتعاش الدولار الأمريكي مقابل سلة العملات العالمية؛ الأمر الذي أثر سلباً على أسعار الذهب. ورغم التوقعات القوية بالنسبة لخفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع ديسمبر المرتقب، ينتظر المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات اقتصادية حاسمة من الولايات المتحدة، والتي من المرجح أن توجه مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بشكل واضح.

مؤشرات سعرية وتحركات الدولار الأمريكي وأثرها على توقعات أسعار الذهب

شهدت أسعار الذهب اليوم انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 0.95% لتصل إلى 4191.85 دولار للأونصة، من مستوى افتتاح تعاملات عند 4231.75 دولار، مع تحقيق أعلى مستوى عند 4236.02 دولار؛ بينما سجّلت أسعار المعدن الثمين ارتفاعاً بنسبة 0.35% عند إغلاق يوم الاثنين، في ثاني مكسب يومي على التوالي، حيث بلغت ذروتها عند 4264.60 دولار وسط طلب نشط من المستثمرين. من جهة أخرى، ارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.1% في تعافٍ من أدنى مستوى له خلال أسبوعين، متجهاً لتحقيق أول مكسب له خلال سبع جلسات، معززاً أداء العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية والثانوية. يرتبط هذا الارتفاع بعمليات الشراء من مستويات منخفضة، وتوقعات استمرار حذر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” تجاه تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة.

توقعات الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الذهب في ظل متابعة بيانات الوظائف والاستهلاك

صرح كيفن هاسيت، المرشح الأبرز لخلافة جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفيدرالي، بأن أسعار الفائدة يجب أن تشهد خفضاً، وهو ما يدعم سيناريو تيسير السياسة النقدية. بحسب أداة فيد ووتش التابعة لـ CME، تبلغ احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع ديسمبر حوالي 87%، مع احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير تصل إلى 13%. ويركز المستثمرون هذه الأيام على صدور بيانات اقتصادية هامة، بما في ذلك تقارير وظائف القطاع الخاص الأمريكي ونفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم. يعكس ذلك حالة ترقب شديدة لإعادة تسعير السوق لاحتمالات السياسة النقدية المقبلة. وفي هذا الإطار، يقول تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد، إن الذهب يشهد ضعفاً مؤقتاً، لكن الصورة الجوهرية لم تتغير، حيث أن الخفض المتوقع لأسعار الفائدة سيبقي على دعم الذهب من منظور العائد.

  • انخفاض أسعار الذهب بنسبة 0.95% إلى 4191.85 دولار للأونصة
  • تعافي مؤشر الدولار بنسبة 0.1% من أدنى مستوى خلال أسبوعين
  • تسعير إحتمالية خفض الفائدة في ديسمبر بنحو 87%
  • متابعة بيانات القطاع الخاص ونفقات الاستهلاك الأمريكي
المؤشر القيمة الحالية
سعر الذهب (دولار/أونصة) 4191.85
مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع 0.1%
حيازات صندوق SPDR Gold Trust (طن متري) 1050.01

أما على صعيد حيازات الذهب، فقد شهد صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صناديق المؤشرات المدعومة في العالم، زيادة بحوالي 4.58 طن متري يوم الاثنين، ليصل إجمالي الحيازات إلى 1050.01 طن متري، وهو أعلى مستوى له منذ 22 أكتوبر الماضي. تعكس هذه المعطيات اهتماماً متزايداً بالمعدن كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق والتوقعات المرتبطة بأسعار الفائدة والسياسة النقدية.

في خضم ذلك، يحاول سعر الذهب كسب زخم إيجابي مستفيداً من احتمالات تخفيض الفائدة، مع مراقبة حثيثة من المستثمرين لتطورات البيانات الاقتصادية القادمة وتأثيراتها المحتملة على السوق، وسط حالة من الترقب الحذر التي تحكم تحركات الدولار وأسعار المعدن النفيس.