انهيار تفاوت أسعار الذهب بين صنعاء وعدن يثير التساؤلات في اليمن

سعر جرام الذهب في اليمن يشهد فروقات كبيرة بين المدن، وخاصة بين صنعاء وعدن، حيث بلغ الفرق في سعر جرام الذهب عيار 24 حتى 127 ريال يمني في يوم واحد، وهذا الانقسام المفاجئ يثير القلق بشكل كبير بين المواطنين، إذ تتغير الأسعار أسرع من توقعات الناس، مما يجعل مدخراتهم مهددة بشكل مباشر وفرص الاستثمار تضيع بسرعة.

تباين سعر جرام الذهب بين صنعاء وعدن وتأثيره على الاقتصاد اليمني

الانقسام الاقتصادي بين صنعاء وعدن أصبح واقعًا يفرض نفسه على سوق الذهب في اليمن، فالتفاوت في سعر جرام الذهب عيار 24 وصل إلى 127 ريال، ولعيار 22 ما يقارب 117 ريال، ما يجعل الاقتصاد اليمني ينقسم إلى عدة جزُر منفصلة من الناحية الاقتصادية. يقول خبراء الاقتصاد: “لم نعد نستطيع تحديد السعر الحقيقي للذهب في بلادنا”، بسبب حالة الفوضى التي يشهدها السوق، حيث تجد بعض العائلات تؤجل مناسباتها كالأعراس، ومدخرون يرون أموالهم تضيع دون تحرك، بينما البعض من التجار يتمكن من تحقيق أرباح غير شرعية من هذا التذبذب.

تأثير الحرب وانهيار الوحدة الاقتصادية على سعر الذهب في اليمن

شهدت اليمن عدة سنوات من الحرب التي دمّرت بشكل كبير الوحدة الاقتصادية، وأدت إلى وجود بنوك مركزية متعددة، ما تسبب في تعدد العملات داخل البلاد، وهذا الوضع يشبه سابقات مأساوية مثل ما حدث في لبنان أثناء الحرب الأهلية أو انهيار العملة في زيمبابوي. حسب تصريحات د. محمد الأهدل، الخبير الاقتصادي، فإن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن فعليًا، معتبراً أن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتجاوز هذه الأزمة. في ظل هذه الظروف المتدهورة، يتحول الذهب من مجرد سلعة رفاهية إلى ضرورة حياتية تهدف إلى الحفاظ على الأمان المالي.

الفرص والتحديات في الاستثمار بسعر جرام الذهب في اليمن

في ظل هذا التباين الكبير في سعر جرام الذهب، يتطلب الأمر من المواطنين مراقبة الأسعار بحذر واستثمار الأموال بعقلانية بعيدًا عن اندفاع المضاربين. بحسب أحد المواطنين: “أمي تحسب سعر الذهب كل صباح كأنها تحسب سعر الخبز”، وهذا يعكس مدى تأثير الأسعار اليومية على الحياة العامة. هناك توجه متوقع لتنامي استخدام التطبيقات الجديدة التي تساعد في متابعة أسعار الذهب بشكل فوري، مما يتيح فرصة للمستثمرين الذكيين لاستغلال السوق المضطرب، لكن يجب الانتباه للمخاطر الكبيرة التي تحيط بالسوق.

عيار الذهب الفارق في السعر (ريال يمني)
عيار 24 127
عيار 22 117

اليمن يعيش واقعين اقتصادين منفصلين، وفي ظل الضبابية الحالية، أصبح الذهب هو البوصلة التي تسترشد بها الأسر اليمنية للحفاظ على استقرارها المالي، مستقبلاً هناك إحتمالان فقط؛ إما توحيد الاقتصاد اليمني كخطوة أولى نحو التعافي، أو استمرار التجزؤ إلى دويلات صغيرة لا تجمعها سوى الذكريات المشتركة. ومن المبادئ الأساسية للاستفادة من سوق الذهب:

  • متابعة الأسعار لحظة بلحظة
  • الشراء بعقل دون اندفاع
  • تجنب المضاربين والاستفادة من فرص الاستثمار الحقيقية
  • التكاتف لتوحيد الجهود نحو الاستقرار المالي

فيما يخص سؤال ما إذا كان الذهب سيظل فقط رمزًا للثراء أم يتحول إلى طوق النجاة من الغرق الاقتصادي، فإن الإجابة تتوقف على السياسات الاقتصادية والسياسية التي تُتبع وكيفية إدارة المنتجات والمعدن النفيس في اليمن خلال المرحلة القادمة