الذهب يرتفع لأعلى مستوى في 6 أسابيع مع تركيز الأسواق على الفيدرالي ومباحثات روسيا

الذهب والفضة يسجلان ارتفاعات قياسية وسط تقلبات في الأسواق المالية

شهدت أسعار الذهب والفضة في تداولات الأسواق الأمريكية المبكرة يوم الاثنين ارتفاعات ملحوظة، حيث وصل الذهب إلى أعلى مستوى له خلال ستة أسابيع، بينما سجلت الفضة مستوى تاريخيًا غير مسبوق، تعبيرًا عن زيادة الطلب على الملاذات الآمنة مع بداية شهر جديد وسط اضطرابات في سوق السندات الياباني. هذا الارتفاع يعكس تغيرات إيجابية في الأوضاع الفنية للمعدنين على المدى القريب، ما دفع المستثمرين لتعزيز مراكزهم في المعدنين الثمينين.

أداء الذهب والفضة وتأثير تقلبات الأسواق على ارتفاع الأسعار

ارتفع سعر عقود الذهب لشهر فبراير بمقدار 28.20 دولارًا ليصل إلى 4,283.40 دولارًا، مع تسجيل صعود ملحوظ في عقود الفضة الآجلة التي تجاوزت الـ 58 دولار للأونصة بزيادة تفوق 1.6%، بينما ارتفعت أسعار ذهب السبيائك إلى 4,256 دولارًا للأوقية بنسبة 0.6%؛ وهذه الارتفاعات تشير إلى عمليات شراء مبنية على التحليل الفني والتوقعات الصعودية في الأسواق. في المقابل، شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعًا خلال الليل، مع توقعات بفتح جلسة تداول منخفضة في مؤشر الأسهم الأمريكية في نيويورك، نتيجة القلق المتزايد بشأن سوق السندات الياباني وتأثيره على المستثمرين والمتداولين مع بداية الأسبوع والشهر الجديد.

تراجع النشاط الاقتصادي وتأثيره على الأسواق بين الصين وسوق النفط

تواصل نشاط القطاعات الصناعية في الصين تباطؤه حيث سجل مؤشر مديري المشتريات الصناعي الرسمي 49.2 في نوفمبر، محافظًا على سلسلته من الانخفاض إلى مستوى تحت خط النمو لمدة ثمانية أشهر متتالية، مما يعكس تعميق التباطؤ الاقتصادي في ثاني أكبر اقتصاد عالمي. بالمقابل، شهد مقياس النشاط غير الصناعي في قطاعات البناء والخدمات انكماشًا عند 49.5، وهي المرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، متأثرًا بضعف سوق العقارات والخدمات السكنية. وتبرز هذه البيانات علامات على ضغوط وعلى ضعف في الصادرات والإنتاج الصناعي، وسط تحديات ناتجة عن اضطرابات التجارة العالمية وتراجع كبير في الاستثمارات. على صعيد آخر، تعهدت تحالف أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا بالاستمرار في تعليق زيادة إنتاج النفط الخام خلال الربع الأول من 2026، وسط مؤشرات واضحة على وجود فائض في الأسواق النفطية العالمية مما قد يكبح أسعار النفط التي تراجعت بنسبة 15% منذ بداية العام، مع توقعات بانخفاض إضافي في الأسعار خلال الفترة القادمة.

قرارات اقتصادية وسياسية تؤثر على الأسواق العالمية واستقرار المعادن الثمينة

أعلن الرئيس ترامب قراره بشأن اختيار رئيس الاحتياطي الفيدرالي القادم، حيث من المتوقع أن يقترح مرشحًا يدعم تخفيضات في أسعار الفائدة، مع ترجيح اختيار كبير المستشارين الاقتصاديين كيفن هاسيت لخلافة جيروم باول الذي تنتهي ولايته في مايو القادم، مع العلم بأن تعيين رئيس الفيدرالي يتطلب موافقة مجلس الشيوخ، ومن المحتمل أن يخدم رئيس جديد ولاية تصل إلى 14 عامًا تبدأ في فبراير. في الجانب السياسي، شهدت محادثات السلام بين المفاوضين الأمريكيين والأوكرانيين نهاية الأسبوع في فلوريدا مناقشات مثمرة حيال إطار عمل لاتفاق سلام، مع بحث معايير وقف إطلاق النار وحماية محطة زابوريجيا النووية التي تحتلها روسيا، رغم عدم التوصل لاختراق نهائي بعد. وأكد ترامب وجود فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، وأشار إلى المشاكل المستمرة في أوكرانيا مثل الفساد، مع تأكيده أن روسيا وأوكرانيا ترغبان في إنهاء الصراع. وزير الخارجية ماركو روبيو وصف المفاوضات بأنها معقدة وحساسة.

• اختيار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الجديد من قبل ترامب مع دعم لتخفيض أسعار الفائدة
• مناقشات السلام الأمريكية الأوكرانية حول وقف إطلاق النار ومحطة زابوريجيا
• تعقيدات المفاوضات السياسية وأثرها على استقرار الأسواق

تخيم هذه التطورات على الأسواق العالمية، حيث تستمر في التأثر بجملة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تعزز الطلب على الذهب والفضة باعتبارهما ملاذين آمنين، في ظل تراجع مؤشرات الأسهم وتزايد المخاوف حول استقرار الأسواق المالية، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أدوات تحوط فعالة في مواجهة اضطرابات الأسواق العالمية.