«انخفاض قياسي».. تراجع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا بسبب تحسن العلاقات التجارية

شهد سوق الذهب العالمي تراجعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الماضي بعد أسبوعين متتاليين من المكاسب القوية، فقد انخفض الذهب من أعلى مستوى قياسي له مع انحسار حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى التعافي الطفيف في أداء الدولار الأمريكي، الأمر الذي أدى إلى توقف مؤقت في مكاسب المعدن الأصفر، بينما تابع المستثمرون هذه التحولات بحذر.

تراجع أسعار الذهب وأدائه العالمي

كان أداء الذهب تأثرًا ملحوظًا بالتطورات الاقتصادية العالمية، حيث افتتح الأسبوع الماضي عند مستوى 3332 دولارًا للأونصة مسجلًا انخفاضًا نسبته 0.4% ليصل إلى 3319 دولارًا للأونصة في نهاية الأسبوع، فيما بلغ أعلى مستوياته التاريخية عند 3500 دولار خلال الأسبوع ذاته قبل بدء تصحيح سلبي تراجع منه، ومنذ بداية العام الحالي شهد الذهب ارتفاعًا بنسبة تقارب 26%، بإضافة أرباح حوالي 700 دولار للأونصة، بفضل الطلب المتزايد كملاذ آمن وسط تقلبات الأسواق المالية.

يرجع هذا التراجع الأخير إلى التحسن الملحوظ في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مدعومًا بتقرير أفاد بإعفاء بكين لبعض السلع الأمريكية من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى تصريحات إيجابية للرئيس الأمريكي تؤكد استمرار المحادثات بين الجانبين، ما يخفف من وطأة الحرب التجارية التي أدت سابقًا إلى تفاقم الطلب على الذهب كملجأ أمن.

أسعار الذهب المحلية اليوم

على الصعيد المحلي، تباينت أسعار الذهب تبعًا للعيارات المختلفة، حيث سجل عيار 24 حوالي 5451.5 جنيهًا مصريًا، بينما بلغ عيار 21 نحو 4770 جنيهًا، وعيار 14 استقر عند 3180 جنيهًا فقط، كما سجل الجنيه الذهب قيمة إجمالية تقدر بحوالي 38160 جنيهًا، مما يعكس تأثر السوق المحلية بالأسعار العالمية وأداء الذهب في البورصات العالمية، حيث يراقب المستثمرون بعناية المستجدات السياسية والاقتصادية لأن دورها البارز في تسعير الذهب بات أكثر وضوحًا.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

تأثرت أسعار الذهب عدة عوامل مثل معدلات التوتر السياسي والاقتصادي، وتزايد شهية المخاطرة لدى المستثمرين بعد تعافي بعض مؤشرات الأسهم العالمية والأمريكية، مما قلل من جاذبية الذهب خلال الأيام الأخيرة، ورغم ذلك ما زال الذهب يحافظ على دوره كاستثمار استراتيجي في ظل الضغوط الناتجة عن تحركات البنوك المركزية العالمية، حيث تشهد الأسواق تغيرات كبيرة في سياسات الفائدة والأنظمة المالية.

لذا يبقى الذهب متأثرًا إيجابيًا أو سلبيًا بالتوجهات العالمية، إذ تتأرجح أسعاره وفق القرارات السياسية والاقتصادية الكبرى، ما يجعل متابعة الأحداث العالمية أمرًا ضروريًا للراغبين في الاستثمار في الذهب، حيث من المتوقع أن تستمر الأسعار في مسار التأرجح نتيجة تلك العوامل في المستقبل.