حكم شرب الماء في نهار رمضان عند الحر الشديد وحالة واحدة لا تفطر الصائم

يشهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة هذه الأيام، ما يدفع البعض للتساؤل حول حكم شرب الماء أثناء صيام رمضان بسبب العطش الشديد والحرارة العالية. فالصيام يُعدّ ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، ومن الضروري الالتزام بأحكامه وشروطه لتجنب فقدان الأجر العظيم أو التعرض للمساءلة الشرعية. ولكن ما هو الحكم الشرعي الصريح في هذا الموضوع؟

حكم شرب الماء في نهار رمضان

أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الصيام يتضمن الامتناع عن كافة المفطرات، كالطعام والشراب والجماع، خلال الفترة الممتدة من طلوع الفجر الثاني حتى غروب الشمس، امتثالًا لقول الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ). وأوضح أنه إذا شرب الشخص عن طريق الخطأ أو نسيانًا أثناء الصيام، فصيامه يظل صحيحًا بإذن الله، مستندًا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أكل أوْ شرِبَ ناسِيًا فلا يُفطِرُ، فإنَّما هو رِزقٌ رزَقهُ اللهُ).
أما شرب الماء عمدًا خلال فترة الصيام بسبب العطش الشديد، فقد أشار العلماء إلى أنه يُفسد الصيام، حيث يجب الامتناع بالكامل عن المفطرات ما دام الإنسان قادرًا على تحمّل الصيام، إلا إذا كان هناك عذر شرعي، كخطر يهدد الصحة أو الحياة.

مبطلات الصيام

لفتت دار الإفتاء المصرية إلى أن المُفطرات تنحصر في ثمانية أفعال، أبرزها إدخال أي مادة إلى الجوف عمدًا عن طريق منفذ مفتوح، كالطعام أو الشراب عبر الفم أو الأنف، أو الإيلاج في الفرج، والاستخراج المتعمد للقيء. كما تُفسد الصيام أمور كخروج دم الحيض، النفاس، أو الجنون، إضافة للردة عن الإسلام. مع ذلك، يُعذر الإنسان في النسيان، وتُقبل توبته حال نية إصلاح الأمور.

فضل صيام رمضان

يُعتبر صيام رمضان عبادة عظيمة ذات أجر خاص لا يُضاهيه أجر آخر. ففي الحديث، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)، حيث ينال الصائمون رحمة الله، ودخول الجنة من باب الريان، وفضائل أخرى تشمل مغفرة الذنوب وتكفير الخطايا، مؤكدًا أن ثواب الصبر والاستقامة عظيم عند الله.