حالة الكونتانجو تجر النفط إلى مواصلة تراجع الأسعار وسط وفرة الإمدادات العالمية
تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، متأثرةً بحالة الكونتانجو التي أعلن عنها مؤخرًا، وتزايد مؤشراتها على وفرة الإمدادات العالمية مع تراجع توقعات نمو الطلب في الأسواق الدولية خلال الفترات القادمة، مما يعكس حالة من عدم توازن العرض والطلب تؤدي إلى استمرار تراجع الأسعار.
تطورات أسعار النفط اليوم في ظل حالة الكونتانجو
شهدت أسعار النفط اليوم انخفاضًا لافتًا، حيث انخفض خام برنت القياسي إلى نحو 62 دولارًا للبرميل بعد خسارة تقارب 4٪ في جلسة الأربعاء، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي قرب مستوى 58 دولارًا للبرميل، وسط تقارير تؤكد تجاوز الإمدادات العالمية للطلب خلال الربع الثالث من العام الجاري. وأبرز تقرير منظمة أوبك الشهري استعادة الدول الأعضاء لقدراتها الإنتاجية بشكل تدريجي، ما ساهم في زيادة المعروض بشكل ملحوظ، وينعكس ذلك في حالة الكونتانجو التي تعبر عن الفرق السعري بين عقود النفط الفورية وتلك الآجلة، دلالةً على وفرة الإمدادات في الأمد القريب. وأكدت أوبك أن التباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي إلى جانب زيادة الإنتاج من دول أوبك+ وخارجها يشكلان أبرز أسباب الفائض الحالي في المعروض النفطي.
توقعات بارتفاع الإنتاج الأمريكي وتأثيرها ضمن سياق الكونتانجو
رفعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤخرًا توقعاتها لإنتاج النفط خلال العام المقبل، ما زاد من الضغوط على أسعار النفط وسط وفرة الإمدادات العالمية التي تشهدها الأسواق. وتترقب الأسواق إصدار تقرير وكالة الطاقة الدولية في باريس، حيث يتوقع أن يعكس مؤشرات جديدة حول اتجاهات السوق النفطية عالميًا. من جهته، علق مايكل ويرث، الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، على ظروف السوق قائلًا إن كميات النفط العائدة من دول أوبك+ إلى السوق الكبيرة، تدفع بفترة يتجاوز فيها المعروض قدرة الطلب على الاستيعاب، وهو ما يبرز حالة الكونتانجو بشكل أوضح، إذ يشير إلى وجود فائض قصير الأمد يعزز استمرار تراجع الأسعار في المستقبل القريب.
| السعر (دولار للبرميل) | نوع الخام |
|---|---|
| 62 | برنت القياسي |
| 58 | غرب تكساس الوسيط |
تراجع أسعار البنزين والمنتجات النفطية وإشارات السوق في ظل حالة الكونتانجو
يرى محللون أن استمرار حالة الكونتانجو ووفرة الإمدادات قد تسهم في هبوط أسعار البنزين والمنتجات النفطية الأخرى، مما يخفف الضغوط التضخمية خاصةً في اقتصادات كبرى كالولايات المتحدة، ويدعم استقرار سياسات البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، كما أنه يمثل مكسبًا للجانب الأمريكي الذي طالما دافع عن طاقة منخفضة الأسعار. مع ذلك، يبقى التوازن هشًا بين وفرة الإمدادات والمخاطر الجيوسياسية التي تفاقمت مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على شركات الطاقة الروسية. وأشارت فاندانا هاري، المحللة في مؤسسة “فاندا إنسايتس”، إلى أن السوق تعيش صراعًا متأرجحًا بين علاوة المخاطر الروسية ووفرة الإمدادات، وربما تتغير توجهات السوق بسرعة حسب تطورات تقييم العقوبات، لا سيما أن التحايلات على القيود صارت أكثر تعقيدًا هذه المرة.
- حالة الكونتانجو تعكس وجود فائض معروض قصير الأمد
- زيادة الإنتاج من دول أوبك+ والولايات المتحدة تضغط على الأسعار
- تراجع أسعار البنزين يخفف من الضغوط التضخمية في الاقتصاد العالمي
- المخاطر الجيوسياسية تضيف حالة من عدم الاستقرار للسوق
