المفكر السوداني عبدالله علي إبراهيم يوضح كيف أن وضع المليشيات الراهن يجعل السيناريو في السودان يسير بصورة مشابهة للوضع في ليبيا، حيث تتطور قوة عسكرية خارج إطار الدولة وتزداد قوة، وهو ما يعكس واقعاً خطيراً يهدد استقرار الدولة والسيادة الوطنية بشكل مباشر
تطور المليشيات وتأثيرها على السيناريو في السودان
يشير المفكر السوداني عبدالله علي إبراهيم إلى أن الوضع الحالي في السودان، والذي تهيمن عليه المليشيات خاصة الدعم السريع، يجعل السيناريو في السودان يسير بصورة مشابهة للوضع الليبي. فوجود قوة عسكرية خارج السيطرة الحكومبية، تتضخم وتتمدد كما يحدث مع قوات خليفة حفتر في ليبيا التي تسعى لأن تكون دولة موازية، يمثل خطراً حقيقياً يُقوّض سلطة الدولة السودانية ويخلق فوضى مسلحة تهدد الاستقرار السياسي والاجتماعي. هذا التشابه يعكس تزايد أهمية التعامل الجدي مع الملف العسكري غير الشرعي لضمان حماية الوحدة الوطنية ومنع تكرار تجربة الانقسام التي حدثت في ليبيا
تشابه دور المليشيات في السودان مع قوى حفتر في ليبيا
يشدد عبدالله علي إبراهيم على أن القوة العسكرية التي يمثلها الدعم السريع في السودان تتشابه بشدة مع قوات حفتر في ليبيا، حيث كلاهما يسعى إلى تأسيس هيمنة موازية للسلطة الرسمية، ما يولد صراعات متعددة الجبهات وتداخلات مع قوى الدولة الشرعية. هذا التمركز لقوى عسكرية موازية خارج الإطار الرسمي يجعل السيناريو في السودان يسير بصورة مشابهة للوضع الليبي، حيث فقدت الدولة السيطرة على مفاصل الأمن والسياسة. ويؤكد إبراهيم أن هذه الظاهرة ليست مجرد مشهد عابر بل تعبير عن أزمة عميقة تحتاج حلولاً جذرية لإعادة فرض الدولة وتحجيم نفوذ المليشيات
هل سيناريو تقسيم السودان ممكن؟
يختم المفكر السوداني حديثه بالقول إن الحديث عن احتمالية تقسيم السودان شرقاً وغرباً بصورة مشابهة لما حدث في ليبيا هو أمر مصطنع ولا يعكس الواقع. يوضح إبراهيم أن الظروف السياسية والتاريخية والثقافية في السودان تختلف جذرياً عن الوضع الليبي، ما يجعل احتمالية تكرار التقسيم أمر بعيد المنال، رغم وجود شبكات متشابكة من الصراعات والمليشيات. وبناء على ذلك تبقى الأولوية لإيجاد مخرج سياسي يعزز من الوحدة الوطنية ويمنع سيناريوهات الانقسام التي تسود في بعض دول المنطقة
- تضخم المليشيات خارج الدولة يعزز الفوضى ويضعف مؤسسات الحكم
- التشابه في دور الدعم السريع وحفتر يعكس أزمة انتشار القوى الموازية
- تباين الظروف يمنع تقسيم السودان، لكنه يتطلب حواراً شاملاً
