صلاة الاستسقاء.. تعرف على الطُرق والسور المختارة لأدائها بشكل صحيح

صلاة الاستسقاء هل تُصلى جهرًا أم سرًا؟ وما هي السور المستحبة قراءتها؟

صلاة الاستسقاء تعتبر من السنن المؤكدة التي يلجأ إليها المسلمون لطلب نزول المطر عند انحباسه أو تأخره، وهي تعبير صادق عن الحاجة والافتقار إلى الله تعالى، وتجسيد للطمأنينة والتوكل عليه في سُبل الرزق ورحمة الغيث، فما هي آداب وأحكام صلاة الاستسقاء، وهل تُصلى جهرًا أم سرًا، وما هي أفضل السور المستحبة لقراءتها فيها؟

صلاة الاستسقاء: حكمها، وقتها وطريقة أدائها الجهرية

صلاة الاستسقاء تُعرف شرعًا بأنها طلب نزول المطر من الله تعالى، وهي سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء كالمالكية والشافعية والحنابلة؛ لما ثبت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم من فعلها عدة مرات عند انحباس المطر أو نقصه الذي قد يسبب الجفاف والضرر للبشر والزرع.

يجوز أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت إلا أوقات النهي عن النوافل كالطلوع والغياب، ويفضل على وجه الخصوص وقت صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس قدر رمح وحتى قبل زوالها. أما بالنسبة للأداء، فتُصلى ركعتين جهرًا مع تكبيراتٍ مميزة تشبه صلاة العيد، حيث يبدأ الإمام بتكبيرة الإحرام تليها ست تكبيرات في الركعة الأولى، وسبع تكبيرات مع قراءة سورة الأعلى جهرًا، ثم في الركعة الثانية خمس تكبيرات إضافية بعد تكبيرة القيام، ويُستحب قراءة سورة الغاشية بصوت مسموع.

الخطبة، الدعاء وسنة تحويل الرداء في صلاة الاستسقاء الجهرية

يتبع أداء الصلاة إلقاء خطبتين تُشبهان خطبتي العيد، ويميل جمهور الفقهاء إلى أن تكون الخطبة بعد الصلاة، حيث يُركز الإمام على الاستغفار وقراءة الآيات التي تحث على التوبة بدلاً من التكبيرات المعهودة في خطبة العيد. الدعاء في صلاة الاستسقاء هو جوهر العبادة، ويُرفع فيه اليدان ويتوجه الإمام نحو القبلة، داعيًا الله بجملة دعائية من السنة: “اللهم أغثنا، اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا، مريئًا، مريعًا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل”.

من أبرز السنن الفريدة التي تُميز صلاة الاستسقاء عن غيرها، سنة تحويل الرداء أو العباءة بعد الدعاء وقبل الانصراف، حيث يقلب الإمام والمصلون ردائهم، معبرين بذلك عن تفاؤلهم وتحول حالهم من الجدب والقحط إلى الخصب والرزق، وهو تعبير عميق عن التضرع الكامل والافتقار لله.

السنن المستحبة قبل صلاة الاستسقاء وأثرها في تعزيز التوكل على الله

لا تقتصر صلاة الاستسقاء على الركعتين والخطبة فحسب، بل تشتمل على استعدادات وعبادات مُسبقة تجسد روح التوبة والخشوع، منها:

  • التوبة والاستغفار الجماعي والاعتراف بالذنوب التي قد تكون سببًا في انحباس المطر
  • الامتناع عن المعاصي وإصلاح الحقوق بين الناس
  • الصيام ثلاثة أيام قبل الخروج توبة وتكفيرًا، والإكثار من الصدقة وصل الرحم لدعم قبول الدعاء
  • الإعلان المسبق من قبل الحاكم أو العلماء لتجهيز الناس للخروج للمصلى
  • المشي أرضًا إلى مكان الصلاة بهدوء وخشوع مع تجنب الزينة للتواضع
  • اصطحاب الأطفال والعجول تعبيرًا عن البراءة والاستعطاف لرحمة الله

تُعلِّم صلاة الاستسقاء أن كل علوم الكون ومصادر الخير بيد الله وحده، وأن المطر رزق ورحمة يختص بمن يشاء، وهي تذكير دائم بأن نتيجة السعي والتوكل هي بيد الرحمن. بهذا، يتعزز في النفس الإقرار بالتقصير والذنوب، ويتعمق الخضوع والتضرع، محتفين بعودة العبد إلى باب ربه بالدعاء والتوبة، مُستعينين بهذه الصلاة النبوية لجلب الخير والنماء.

الركعة عدد التكبيرات (مع التكبيرة الأولى) السورة المقرؤة المستحبة
الأولى 7 تكبيرات سورة الأعلى
الثانية 6 تكبيرات سورة الغاشية