«الدولار الإيجابي» يعود للصعود بدعم من آمال التحسن في التجارة العالمية

شهدت أسعار الذهب تقلبًا ملحوظًا خلال الأسبوع الجاري نتيجة لضغط عوامل مختلفة أبرزها تعزيز الدولار الأمريكي وارتفاع الآمال بنجاح المفاوضات التجارية العالمية، حيث تراجعت الأسعار بعد تسجيل مستويات تاريخية غير مسبوقة، في ظل زيادة عمليات التصحيح وجني الأرباح بالتزامن مع إشارات إيجابية حول تخفيف التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادات العالم وتأثيرها المباشر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تجدد صحوة الدولار الأمريكي وتأثيره على الذهب

واصل الدولار الأمريكي تعزيزه لموقعة مقابل سلة العملات الرئيسية، حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.6%، مما جعله يستعيد زخمه الإيجابي بعد توقف مؤقت في الجلسة السابقة، ويدعم هذا الأداء تصريحات سياسية إيجابية وتحسن ملحوظ في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين. كما أن تعزيز قيمة الدولار يضغط على الذهب بشكل طبيعي لأن ارتفاع قيمة العملة يجعل السلع المسعرة بالدولار أقل جاذبية للمستثمرين العالميين الذين يمتلكون عملات أخرى، ما أدى إلى انخفاض الطلب بشكل ملحوظ على السبائك الذهبية خلال الفترة الأخيرة.

تراجع أسعار الذهب الأسبوعية وتحليل الأداء

شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنسبة 1.5% إلى مستوى 3,299.85 دولار للأونصة، مقارنة بمستويات الافتتاح عند 3,349.20 دولار؛ وذلك نتيجة لعمليات التصحيح وجني الأرباح التي تعرض لها المعدن النفيس بعد تسجيله لقمة تاريخية بلغت 3,500.10 دولار في وقت سابق هذا الأسبوع. ومن المتوقع أن يسجل الذهب خسارة أسبوعية هي الأولى منذ ثلاثة أسابيع. يُعزى ذلك بشكل كبير إلى تخفيف حدة التوترات التجارية العالمية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما عزز تفاؤل المستثمرين بشأن تحسن الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على الأصول ذات العوائد المرتفعة.

تأثير المفاوضات التجارية العالمية على حركة الذهب

تأتي معظم التحركات في الأسواق مدفوعة بمؤشرات إيجابية حول القضايا التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تشير الأنباء إلى إمكانية استثناء بعض السلع الأمريكية من الرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين، بالإضافة إلى تصريحات وزير التجارة الصيني بأن تسوية النزاعات تتطلب إزالة واشنطن للرسوم الجمركية الأحادية، وهي خطوات تعزز التفاؤل في الأسواق، كما صرحت جهات إعلامية أن الولايات المتحدة أحرزت تقدمًا في المباحثات مع اليابان وكوريا الجنوبية، مما يقلل من الضغط على الذهب ويزيد من اتجاه المستثمرين نحو الأصول الأخرى مثل الأسهم.

إضافة إلى ذلك، فإن استمرار الاحتياطي الفيدرالي في سياسته المترقبة يجعل معدلات الفائدة المستقبلية مستقرة حاليًا، بحسب ما أشار مسؤولو الاحتياطي، ومع استمرار عدم وجود توجه واضح لتعديل السياسات النقدية في الولايات المتحدة، يظل الذهب متأثرًا بالإشارات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية الطويلة الأجل.