«انقلاب مفاجئ».. أسعار الذهب تهوي بشكل صادم وتثير تساؤلات الأسواق

يشهد سوق الذهب تقلبات حادة في أسعار الأونصة، حيث انخفض المعدن الأصفر اليوم بشكل ملحوظ بعد استقرار مؤقت صباحاً. تأتي هذه التحركات في ظل علاقات تجارية مضطربة على الساحة العالمية ومحادثات تخفيف الرسوم الجمركية بين الصين والولايات المتحدة، مما يلقي بظلاله على الأصول الآمنة مثل الذهب، والذي لطالما اعتُبر ملاذًا ضد الأزمات الاقتصادية والتقلبات.

أهم أسباب تقلب أسعار الذهب عالميًا

يشهد سوق الذهب منذ فترة تغيرات حادة نتيجة التوترات السياسية والاقتصادية، حيث أثرت النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير على معنويات المستثمرين. وتعَد المباحثات الجارية حول الرسوم الجمركية أحد أبرز العوامل الضاغطة على أسعار المعدن النفيس. من بين الأسباب أيضاً، إعلانات مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن السياسات النقدية، حيث أكد المسؤولون أن اتخاذ أي قرار سيتطلب تقييماً أعمق لتأثير الأوضاع الراهنة على الاقتصاد الأميركي، مما أجّل أي تغييرات في السياسة النقدية.
علاوة على ذلك، يتحرك المستثمرون نحو الذهب وقت الأزمات باعتباره وسيلة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية وتراجع العملات، ولكن أي تصعيد في الصراعات التجارية يزيد من الضغط على الأسواق، مما يدفع لتغيرات مفاجئة في الأسعار.

الأداء الحالي لأسعار الذهب

سجلت أسعار الذهب اليوم انخفاضًا حادًا بنسبة 1.6% تقريبًا إلى 3287.2 دولار للأونصة في تعاملات السوق الفورية، بينما تراجعت العقود الأميركية إلى 3296.2 دولار للأونصة بانخفاض نسبته 1.65%، مما يعكس التأثير السلبي للتفاؤل بشأن محادثات الرسوم الجمركية. وعلى الرغم من هذا الهبوط الأخير، حقق الذهب ارتفاعات ملفتة بـ 5% منذ بداية الشهر، مع تسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة ببلوغه 3500 دولار في بعض الأيام. حقق المعدن أكثر من 25% زيادة في قيمته منذ مطلع العام، محققاً مكاسب تتجاوز 700 دولار.
من ناحية أخرى، واجه سوق الذهب خسائر أسبوعية بلغت حوالي 1%، مما أوقف سلسلة مكاسبه التي امتدت على مدار الأسبوعين الماضيين. هذه الخسارة تعكس تفاعل الأسواق مع التطورات المتعلقة بمفاوضات واشنطن وبكين، حيث يترقب المتداولون أي بوادر لإنهاء التوترات التجارية التي طال أمدها.

دور المفاوضات التجارية في تشكيل سوق الذهب

تسعى الصين والولايات المتحدة إلى تقليل التوترات التجارية عبر إعفاء بعض السلع من الرسوم الجمركية الباهظة، وقد طالبت الصين شركاتها بتحديد السلع المستحقة لهذا الإعفاء. تشمل السلع المستهدفة مواد صناعية مثل الإيثان والمعدات الطبية، وذلك كجزء من الجهود لخفض حدة الصراع التجاري. أشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمس إلى استمرار المحادثات بين البلدين رغم تصريحات مغايرة من الجانب الصيني.

من المتوقع أن تؤدي هذه الجهود إلى تخفيف الضغط على الأسواق العالمية، مما قد يحد من جاذبية الذهب بشكل جزئي، ويتجه الأنظار حالياً لمعرفة مدى تأثير هذه التطورات على أسعار المعدن النفيس وتوجهاته المستقبلية.