«بالمليارات».. السعودية تخطط لاستقطاب نجوم العالم في سوق الانتقالات

تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً ملحوظاً في رياضة كرة القدم، حيث تحوّلت إلى قوة رياضية عالمية تمكنت من جذب أفضل لاعبي العالم وتفوّقت على أبرز البطولات الأوروبية. وهذا التطور جاء نتيجة رؤية واستراتيجية واضحة لتحويل الأندية إلى شركات، واستثمار موارد ضخمة لتطوير البنية التحتية الرياضية والاهتمام بالمواهب الوطنية لتحقيق التميز.

الدوري السعودي والاستثمار الناجح في النجوم

في خطوة تاريخية، نقلت المملكة ملكية أربعة من أبرز أندية الدوري السعودي وهي: الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي إلى صندوق الاستثمارات العامة، الذي يمتلك حصة نسبتها 75%، بينما تمتلك المؤسسات غير الربحية النسبة المتبقية وهي 25%. وتُعتبر هذه الخطوة بمثابة بداية جديدة لتحويل هذه الأندية إلى شركات تستهدف تحقيق التميز على المستوى المحلي والعالمي، وبالفعل أسفرت هذه الاستراتيجية عن زيادة ملحوظة في القيمة السوقية للدوري السعودي بنسبة 207%، لتصل إلى 1.3 مليار يورو مقارنة بما كانت عليه قبل سنتين.

وقد ارتفعت القيمة السوقية للأندية بطريقة لافتة، حيث تصدر الهلال القائمة بقيمة 180 مليون يورو، يليه النصر بقيمة 176 مليوناً، ثم الأهلي بـ170 مليوناً والاتحاد بـ120 مليوناً. كما استفاد نادي القادسية من استحواذ شركة أرامكو عليه، مما رفع قيمته السوقية إلى 67 مليون يورو بعدما كانت 1.85 مليوناً فقط.

رؤية السعودية 2030 وتأثيرها على القطاع الرياضي

تأتي هذه التطورات كجزء من رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في المجال الرياضي، مما يعزز من مساهمة القطاع في النمو الاقتصادي والثقافي. أطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية كجزء استراتيجي من هذه الرؤية، حيث تستهدف الخطة تحويل الأندية إلى كيانات تجارية قادرة على استقطاب أكبر النجوم وتحقيق نجاحات رياضية وتجارية.

ومن أبرز النتائج الإيجابية لهذا التخصص دعم تطوير الفئات العمرية التي تُعد خزان المنتخبات الوطنية، وتحقيق نقلة نوعية في جودة المنافسات داخل الدوري السعودي، مما أعطاه مكانة تُنافس البطولات الأوروبية الكبرى. أيضاً، تسعى المملكة إلى تعزيز مكانة كرة القدم السعودية من خلال صفقات انتقال تاريخية أبرزها انضمام كريستيانو رونالدو والحديث المستمر عن صفقات محتملة بمليارات الريالات.

صفقات كروية ضخمة تعزز المكانة العالمية

إحدى أهم خطوات تعزيز الدوري السعودي كوجهة عالمية للكبار هو التعاقد مع لاعبين من الطراز الأول. بعض الأسماء المرتبطة بالدوري حالياً تشمل داروين نونيز، لويس دياز، ورافينيا. هؤلاء النجوم يأتون من أكبر الأندية الأوروبية مثل برشلونة وليفربول، مما يعكس المستوى الذي باتت تتمتع به كرة القدم السعودية عالمياً.

الصفقات المحتملة تضمنت أرقاماً ضخمة تتجاوز 588 مليون يورو، وتشمل أسماء وازنة في عالم كرة القدم مثل فرينكي دي يونغ، رودريغو، مويسيس كايسيدو، وفيكتور أوسيمين. لذا، من المتوقع أن تشهد الفترات القادمة مزيداً من التعاقدات التي تعزز من المكانة العالمية للدوري السعودي، مما يزيد من إقبال الجمهور والمستثمرين.

ويمكن تلخيص الإنجازات في جدول بسيط يوضح بعض النقاط البارزة:

العنوان القيمة
القيمة السوقية للدوري السعودي 1.3 مليار يورو
أعلى الأندية قيمة سوقية الهلال بـ180 مليون يورو
صفقات مرتقبة 588 مليون يورو

ختاماً، تشكل رؤية السعودية ومشروعات الاستثمار الرياضي علامة فارقة في تاريخ كرة القدم عالمياً، وهو ما ينقل الدوري السعودي إلى مصاف البطولات العالمية الكبرى، محققاً بذلك طموحات بعيدة المدى لتطوير الرياضة السعودية وتعزيز مكانتها الدولية.