تعزيز قيم الانضباط والسلوك الإيجابي بين الطلبة أصبح محورًا رئيسًا في سياسات وزارة التعليم السعودية، حيث تم اعتماد منح ست درجات إضافية للطالب الملتزم بالحضور الكامل دون غياب خلال الفصل الدراسي، ضمن قواعد السلوك والمواظبة الجديدة؛ وذلك بهدف ترسيخ بيئة تعليمية محفزة تشجع على الانتماء الوطني وروح المواطنة الصالحة، وفقًا لرؤية المملكة 2030 في تطوير الإنسان السعودي.
تعزيز قيم الانضباط والسلوك الإيجابي بين الطلبة من خلال القيم الجوهرية
تسعى وزارة التعليم إلى تعزيز قيم الانضباط والسلوك الإيجابي بين الطلبة عبر ترسيخ مجموعة من القيم الجوهرية التي تشكل أساس شخصية الطالب المتوازنة، وأبرزها الانضباط، التسامح، الأمانة، العزيمة، التعاون، والانتماء الوطني؛ حيث يمثل الالتزام بهذه القيم لبنة هامة لبناء شخصية متفاعلة إيجابيًا داخل المدرسة والمجتمع. يرى المختصون أن دمج هذه القيم ضمن قواعد السلوك يعكس نقلة نوعية في التعليم إذ لا يقتصر على التحصيل العلمي فقط، وإنما يشمل أيضًا تطوير المهارات الحياتية والاجتماعية التي يحتاجها الطالب، ما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة ومسؤولية.
الانتماء الوطني يعد أحد الركائز التي تعزز السلوك الإيجابي بين الطلبة، فهو يتجلى بإظهار الولاء للوطن والقيادة الرشيدة، والاعتزاز بالهوية السعودية وتاريخها العريق، والمشاركة الفاعلة في المناسبات الوطنية. ويعكس الانضباط الدراسي التزام الطالب بالأنظمة التعليمية واحترام حقوق الآخرين، ما يُرسخ روح المسؤولية الجماعية داخل المدرسة. أما العزيمة فهي تعبير عن مثابرة الطالب على التفوق رغم التحديات، مما ينمي روح الطموح والتحدي لديه. كما يعد التسامح قيمة أخلاقية تحث على نبذ العنف، وتعزيز ثقافة التفاهم داخل المجتمع المدرسي، في حين تمثل الأمانة جانبًا من نزاهة الطالب وصدقه في أداء الواجبات. كذلك، يُعتبر التعاون ركيزة أساسية للعمل الجماعي، إذ يعزز روح المبادرة والعطاء بين الطلبة.
آليات منح الدرجات ضمن قواعد السلوك لتعزيز الانضباط والسلوك الإيجابي بين الطلبة
أبرزت وزارة التعليم آلية جديدة لتقدير درجات السلوك والمواظبة تتضمن منح ست درجات إضافية للطالب الذي يحافظ على حضور كامل طوال الفصل الدراسي دون غياب، باعتبار ذلك مؤشرًا على الالتزام والسلوك الإيجابي. كما تمنح ست درجات أخرى للمشاركة في مجالات متنوعة تشمل:
- الخدمة المجتمعية
- الأنشطة التطوعية
- البرامج الحوارية
- العروض التوعوية
- الدورات التطويرية التي تعزز المهارات الشخصية
بالإضافة إلى ذلك، تُخصص أربع درجات للأنشطة المدرسية التي تركز على مهارات القيادة، العمل الجماعي، التخطيط، التحفيز، والمهارات الرقمية مثل تصميم المحتوى الإلكتروني. أما المشاركات الرمزية التي تعبر عن روح الانتماء وأداء الواجب الوطني، مثل كتابة رسائل شكر أو المشاركة في الإذاعة المدرسية، فتحصل على درجتين. تدار عملية منح هذه الدرجات عبر لجنة التوجيه الطلابي في المدرسة، بحيث لا تتجاوز ست درجات إضافية على السلوك، مع إمكانية إضافة درجات أخرى في حالة اكتساب الطالب سلوكًا متميزًا غير مذكور في الدليل الرسمي.
دور قواعد السلوك والمواظبة في بناء جيل واعٍ ومسؤول يدعم الانضباط والسلوك الإيجابي بين الطلبة
تؤكد وزارة التعليم أن موضوعات السلوك المتميز تتضمن مفاهيم متعددة تشمل الولاء الوطني، تاريخ المملكة، تعزيز اللغة العربية، مكافحة التنمر، نشر ثقافة التسامح، التوعية بأخطار المخدرات، والعناية بالبيئة المدرسية، مما يُسهم في تشكيل بيئة تعليمية متكاملة تدعم السلوك الإيجابي. ويشير التربويون إلى أن هذه القواعد الجديدة ستُحدث تغييرًا إيجابيًا في مستوى الانضباط داخل المدارس، وترسخ فكرة أن السلوك الإيجابي جزء لا يتجزأ من التميز الأكاديمي والتربوي، مما ينعكس على جودة العملية التعليمية ونجاحها.
| نوع السلوك | عدد الدرجات |
|---|---|
| الحضور الكامل وعدم الغياب | 6 درجات |
| المشاركة في الخدمة المجتمعية والتطوعية | 6 درجات |
| الأنشطة المدرسية ومهارات القيادة والعمل الجماعي | 4 درجات |
| المشاركات الرمزية مثل رسالة شكر أو الإذاعة المدرسية | 2 درجة |
تسعى الوزارة من خلال هذه المبادرات إلى بناء جيل واعٍ ومنتمي يتحلى بالمسؤولية، قادر على المساهمة الفعالة في النهضة الوطنية بثقة وعزيمة، مستندًا إلى قيم أصيلة تشكل هوية المواطن السعودي التي ستظل راسخة في الحاضر والمستقبل
