حدث الخميس المرتقب قد يقلب سوق الذهب بشكل مفاجئ

الاجتماع بين ترامب وشي جين بينج وتأثيره على أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية

لا يمكن إغفال التأثير القوي لاجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس الصين شي جين بينج على أسعار الذهب في الفترة القادمة، حيث يمثل هذا اللقاء منعطفًا حيويًا قد يعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والسياسي بين القوتين العظميين، وبالتالي يعكس تغييرات جذرية على أسعار الذهب محليًا وعالميًا.

لماذا يُعد اجتماع ترامب وشي جين بينج نقطة تحول لأسعار الذهب؟

في عالمٍ مشحون بالتوترات الاقتصادية، يكتسب الذهب أهمية خاصة كـ”ترمومتر خوف” يعكس حالة الأسواق بصورة حيوية؛ ارتفاع التوتر يرفع سعره، والانفراج يخفضه ويصححه. اجتماع ترامب وشي جين بينج يأتي بعد فترة من النزاعات حول الرسوم الجمركية والتوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مما يزيد من ترقب المستثمرين بشأن تأثيره المحتمل على أسعار الذهب. الطبيعة المعقدة للصراع الاقتصادي بين هذين القطبين تجعل كل كلمة ونبرة خلال اللقاء عاملًا مؤثرًا مباشرًا على سوق الذهب، وهو ما يضع سعر المعدن النفيس تحت مجهر عالمي ينتظر أي مؤشر قد يحرك الأسعار.

سيناريوهات الاجتماع وتأثيرها المتوقع على الذهب عالميًا ومحليًا

ترافق الاستعدادات لعقد الاجتماع ترقب كبير للأسواق التي تستعد لسيناريوهين رئيسيين: تهدئة وتوافق مبدئي، أو تصعيد وتجميد للعلاقات. الصين تواجه تباطؤًا في الطلب العالمي، وأمريكا تتصارع مع التضخم وقوة الدولار، إضافة إلى الضغوط الانتخابية التي تلعب دورًا في توجهات القادة.

  • في حالة الانفراجة الجزئية أو التهدئة، سينخفض “سعر الخوف”، ما يدفع المستثمرين إلى تقليص حيازاتهم من الذهب والانتقال إلى أصول مخاطرة كـ الأسهم والسندات والعملات، مما يؤدي إلى هبوط أسعار الذهب عالميًا ومصر يشهد تراجعًا مماثلًا، بغض النظر عن استقرار الجنيه.
  • أما في حال التصعيد أو فرض شروط قاسية، فسيزداد التوتر وتتنامى مخاوف المستثمرين، فتتحول الذهب إلى ملاذ آمن، وينعكس ذلك في ارتفاع حاد بأسعاره عالميًا ومصريًا، خاصة بعد فترة التصحيح الأخيرة التي جعلت السوق في حالة ترقب حساسة.

وتُعتبر ردود الفعل غير المكتوبة بعد الاجتماع — مثل لغة الجسد أو ترتيب الكلمات وحتى الابتسامات أو غيابها — قادرة على تحريك أسواق الذهب بمليارات الدولارات.

تأثير الاجتماع على سوق الذهب المحلي وسلوك المشترين والبائعين

في السوق المحلي، تتحكم حركة الذهب في مصر بالطبيعة المزدوجة للدولار وسعر الذهب العالمي؛ فثبات الدولار مؤخرًا يوفر استقرارًا نسبيًا، لكن أي تقلب في أسعار الذهب عالميًا خلال أو بعد الاجتماع سيدفع الأسعار المحلية إلى القفز بلا تردد. لذا، يجب على الراغبين في الشراء أو البيع الانتباه أن التسعير قبل يوم الخميس لن يكون مرجعًا دقيقًا، لأن السعر الحقيقي سيُعاد تحديده بعد نتائج اللقاء المهم. وبحسب المعطيات الراهنة، لا يوجد سوى احتمالين: إما انفراجة تهدئ الأسعار أو اشتعال للتوترات يرفعها بقوة، ما يجعل انتظار النبرة الرسمية ضروريًا. للتعامل مع الموقف، يمكن اتباع إحدى الاستراتيجيات التالية:

  • شراء كمية محدودة قبل يوم الاجتماع لاستغلال فرص السعر إذا تحسنت الأوضاع.
  • انتظار نتائج الاجتماع بالكامل قبل اتخاذ قرارات بيع أو شراء لضمان استقرار أكبر في الأسعار وتفادي المخاطر.

يبقى هذا الاجتماع حدثًا غير عادي يملك القدرة على إعادة ضبط اتجاهات الذهب في الأسواق، ويتطلب مراقبة دقيقة وتفاعل مرن مع تطورات الأسعار.