الذهب يسجل أول خسارة أسبوعية بعد موجة صعود استمرت منذ أغسطس

الذهب يتجه لإنهاء سلسلة مكاسب طويلة بعد تصحيح الأسعار

يتجه الذهب لإنهاء سلسلة مكاسب استمرت تسعة أسابيع، عقب حركة تصحيحية حادة للأسعار جاءت نتيجة إعادة تقييم موجة الصعود التي أدخلت المعدن النفيس في نطاق التشبع الشرائي، حيث بدأ المستثمرون في إعادة موازنة مراكزهم بعد ارتفاع كبير ومستمر. قلص الذهب خسائره في جلسة اليوم بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أفضل من المتوقع، ما غذّى توقعات الأسواق حول مزيد من التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

كيف أثرت توقعات التيسير النقدي على سعر الذهب؟

أدى صدور تقرير التضخم الإيجابي في الولايات المتحدة إلى دعم معنويات السوق حيال إمكانية خفض أسعار الفائدة مستقبلاً، إذ تراجعت عوائد السندات مع ارتفاع التوقعات بشأن تنفيذ خفضين لأسعار الفائدة قبل نهاية العام، ما اعتبره المستثمرون عاملاً إيجابياً للذهب كونه أصلًا لا يولد عوائد مثل السندات. ويراهن المتعاملون على أن هذا التيسير النقدي سيدعم الطلب على الذهب مجددًا، خاصة في ظل المخاوف الاقتصادية الحالية.

دور التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب كملاذ آمن

يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الدبلوماسية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يستعد كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الصين شي جين بينغ للقاء قادم يهدف إلى تخفيف حدة النزاعات التجارية المتصاعدة. أي تحسن في العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين قد يخفف التوترات الجيوسياسية بدوره، وهذا ما يمكن أن يحدّ من الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، خصوصًا أن الذهب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمخاوف السوق العالمية.

موجة صعود الذهب وتوقعات الأداء مستقبلاً

منذ منتصف أغسطس، شهد الذهب موجة صعود قوية دفعت أسعاره إلى مستوى قياسي بلغ 4381.52 دولار للأونصة في الأسبوع الماضي، قبل أن تواجه الأسعار انعكاسًا فجائيًا مع توجه المستثمرين لجني الأرباح. وكان الهبوط مصحوبًا بخروج كميات كبيرة من الاستثمارات من الصناديق المتداولة في البورصة المدعومة بالذهب، والتي سجلت أكبر انخفاض يومي في حجم الأصول منذ خمسة أشهر، وفقًا لوكالة “بلومبرغ”.

في هذا السياق، أشارت المحللة الاستراتيجية في “ساكسو كابيتال ماركتس”، تشارو تشانانا، إلى أن التصحيح بدأ يستقر، إلا أن مشاركة المستثمرين الأفراد الواسعة تبقي مستويات التقلب مرتفعة، مشيرة إلى أن:

  • مستوى المقاومة الرئيسي التالي يقع قرب 4148 دولارًا
  • اختراق مؤكد فوق 4236 دولارًا ينتظر لتأكيد استئناف الزخم الصعودي

ويجدر الانتباه إلى أن الذهب حقق ارتفاعًا بنحو 57% منذ بداية العام الحالي، مدعومًا بمشتريات البنوك المركزية التي تتبع استراتيجية “تجارة خفض القيمة”، والتي تتجنب الديون الحكومية والعملات لحماية رؤوس الأموال من تفاقم العجز المالي. بالإضافة إلى ذلك، تزيد توقعات السياسة النقدية العامة الميسرة من جاذبية الذهب بين المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن لا يدر عوائد ولكنه يحافظ على قيمته في ظل تقلبات الأسواق.

العامل تأثيره على الذهب
تقرير التضخم الأمريكي عزز توقعات التيسير النقدي ودعم الذهب
التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والصين رفع الطلب على الذهب كملاذ آمن
تخارج استثمارات الصناديق المتداولة بالذهب أدى إلى تصحيح أسعار الذهب

يبقى الذهب محط أنظار المستثمرين الذين يتابعون عن كثب هذه العوامل المتغيرة التي تؤثر في حركة الأسعار، وسط حالة من التقلبات المرتفعة التي تعكس التحديات الراهنة والفرص المتاحة أمام المعدن النفيس في الأسواق العالمية.