تأثير تحويلات المصريين بالخارج يدفع الدولار نحو 45 جنيهاً

تحويلات المصريين في الخارج وتأثيرها على سعر الدولار هي قضية تحظى بالاهتمام الكبير، خاصة مع الارتفاع الملحوظ الذي شهدته هذه التحويلات في الآونة الأخيرة بعد فترة من التراجع، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول إمكانية استقرار سعر الدولار أو انخفاضه تحت حاجز 45 جنيهًا.

تحويلات المصريين في الخارج وأهميتها كمصدر للنقد الأجنبي

تُعتبر تحويلات المصريين في الخارج بعد السياحة المصدر الأساسي للنقد الأجنبي في مصر، وفقًا لما أكدت عليه الدكتورة درية ماضي، أستاذ التمويل والاستثمار بجامعة عين شمس، التي أوضحت أن هذه الزيادة الملحوظة في التحويلات تسلط الضوء على دورها الحيوي في دعم احتياطي النقد الأجنبي، وقدرتها على التأثير بشكل مباشر على سوق صرف العملات، خصوصًا سعر الدولار مقابل الجنيه المصري.

تأثير تحويلات المصريين في الخارج على سعر الدولار وأبعادها الاقتصادية

يتجلى تأثير تحويلات المصريين في الخارج على سعر الدولار من خلال زيادة كمية العملة الصعبة المعروضة، مما يخفف الضغط على الطلب المتزايد للدولار، وبالتالي يدعم قوة الجنيه، الأمر الذي قد يسهم في تحقيق استقرار أكثر لسعر الصرف وربما انخفاض نسبي له مقابل الدولار، مع الأخذ بالاعتبار أن زيادة التحويلات لا تأتي بمعزل عن عوامل أخرى مؤثرة.
وللفهم الأعمق، هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على سعر الدولار، بجانب تحويلات المصريين في الخارج، منها:

• احتياطي النقد الأجنبي المتوفر في البنك المركزي
• تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر إلى السوق المصري
• حجم الصادرات المصرية ومدى قدرتها على جلب العملة الصعبة

كل هذه العوامل مجتمعة تحدد مدى قدرة تحويلات المصريين في الخارج على فرض تأثير إيجابي ومستدام على سعر الدولار، إذ تعتبر الضغوط المرتفعة على الجنيه، خاصة بسبب الاستيراد، عاملاً قد يُحد من التأثير المتوقع للتحويلات.

هل يمكن أن تنخفض قيمة الدولار في مصر إلى ما دون 45 جنيهًا بفعل تحويلات المصريين في الخارج؟

تتعدد السيناريوهات المحتملة في ما يخص سعر الدولار، فلو استمرت تحوليات المصريين في الخارج في الزيادة، وانخفض الطلب على الدولار، وتمكنت الاحتياطيات من الارتفاع بشكل ملحوظ، فإن فرص هبوط سعر الدولار إلى أقل من 45 جنيهًا ستزداد، إلا أن تأثير ذلك لن يكون سريعًا بسبب الضغوط الكبيرة على جانب الاستيراد.
لذلك، يجب الإشارة إلى أهمية تعزيز نظام التحويلات عبر القنوات الرسمية والبنكية، وذلك لما له من فوائد متعددة:

• زيادة الشفافية في حجم عرض العملة الصعبة
• تعزيز احتياطي النقد الأجنبي من مصادر متعددة
• الحفاظ على سياسة نقدية معتدلة ومتوازنة تراقب الطلب على العملة الأجنبية

هذه الخطوات ضرورية لضمان تحقيق استقرار نسبي ومستدام في سعر الصرف، وحماية الاقتصاد الوطني من التقلبات المفاجئة.

وللاطلاع على أحدث المستجدات الاقتصادية، أسعار الذهب والدولار، يمكن متابعة موقع (فيتو) الذي يقدم تغطية مستمرة ومتجددة على مدار الساعة.