الذهب يتصدر المشهد مجددًا وسط ارتفاع الطلب بسبب حالة الضبابية الاقتصادية

شهد سعر الذهب ارتفاعا ملحوظا خلال تداولات اليوم الخميس 24 نيسان/إبريل حيث وصل إلى مستوى 3،333 دولار أمريكي، وذلك بعد يومين من التراجع، وقد جاء هذا الصعود مدعوما بالغموض الذي لا يزال يحيط بمحادثات الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين. في الوقت نفسه، تعززت مكاسب الذهب بفعل زيادة التحوط الاستثماري وسط مخاوف اقتصادية عالمية تدفع رؤوس الأموال نحو هذا المعدن النفيس.

التوترات التجارية وتأثيرها على سعر الذهب

التصعيد في الحرب التجارية كان له أثر واضح على الأسواق المالية، حيث صرح وزير الخزانة الأمريكي “سكوت بيسنت” أن خفض الرسوم الجمركية يتطلب تقدما في المفاوضات، وهو أمر يبدو غامضا في الوقت الراهن، كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لن تقدم على أي تخفيض أحادي للرسم الجمركي، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين. في المقابل، هناك خطط لإعفاء الشركات العاملة بمجال السيارات من بعض الرسوم الجمركية، مما قد يحد من المخاوف بشكل طفيف في قطاعات معينة، ومع هذا، ظلت التوترات التجارية داعما قويا للذهب كملاذ آمن خاصة مع ضعف الثقة في الاقتصاد الأمريكي.

علاقة نسبة الذهب إلى الفضة بارتفاع الأسعار

نسبة الذهب إلى الفضة بلغت أعلى مستوياتها منذ عام 1994، باستثناء الأزمة العالمية أثناء جائحة كورونا، ما يعكس التوجه نحو الذهب على حساب الفضة. يُفسَّر هذا التحول بكون الذهب أداة استثمارية مفضلة خلال فترات التوترات الاقتصادية العالية بسبب عدم اعتماده المباشر على الأنشطة الصناعية، على عكس الفضة، التي تتأثر بدرجة كبيرة بالصناعات المختلفة. في ظل استمرار ضعف الأصول الأخرى، من المرجح أن يستمر الذهب في جذب المزيد من رؤوس الأموال الباحثة عن الاستقرار وسط الظروف الاقتصادية المتقلبة.

تحليل فني للذهب اليوم

تقنيا، يظهر سعر الذهب تماسكا واضحا حول مستوى 3،335 دولار بعد اختبار القمة الأخيرة عند 3،498 دولار، حيث يبقى السعر مدعوما فوق خط الاتجاه الصاعد والمتوسط المتحرك، مما يعزز من توقع استمرار الاتجاه الإيجابي على المدى المتوسط. وعلى صعيد المؤشرات الفنية، فإن مؤشر الماكد بدأ يُظهر علامات استقرار بما يدعم إمكانية الارتداد الصعودي إذا تم تأكيد الاختراق بمزيد من صعود الأسعار. بالمثل، يتركز مستوى الدعم المحوري عند 3،285 دولار، وفي حال كسره، قد نرى السعر يتجه نحو مستويات 3،247 أو حتى 3،189 دولار. أما في حالة اختراق مستوى 3،360 دولار، فإن ذلك سيفتح المجال لاختبار القمة السابقة مجددا، ملمحا لقوة الاتجاه الصاعد المستمر.

بناءً على هذه العوامل، يبدو أن الذهب سيبقى الخيار الأول للمستثمرين ما لم تظهر تطورات إيجابية واضحة في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين أو تحسن ملموس في أداء الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يدعم استدامة القوة الحالية للذهب على المدى القصير والمتوسط.