أسعار الذهب ترتفع مع تصاعد الشكوك بشأن تخفيف التوترات التجارية العالمية

تواصل أسعار الذهب تحقيق مكاسب قوية وسط حالة من الشكوك الجيوسياسية والاقتصادية، حيث أثرت تطورات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء للملاذات الآمنة، خاصة في ظل التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية المرتبطة أيضًا بتوترات جديدة بين روسيا وأوكرانيا، والتي زادت من حالة عدم اليقين الاقتصادي بشكل ملموس.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب وتأثير الحرب التجارية

تُعزى الزيادة الكبيرة في أسعار الذهب إلى التوترات المتزايدة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث صرَّح مسؤولون أمريكيون بأن إمكانية تهدئة الأوضاع مرهونة بإلغاء أو تخفيف الرسوم الجمركية، لكن عدم استقرار الموقف جعل المستثمرين يبحثون عن بدائل أكثر أمانًا، مثل الذهب والين الياباني، هذه العوامل دفعت أسعار الذهب الفوري للارتفاع إلى مستويات قياسية، مع تسجيل بعض التراجعات الطفيفة التي حفّزت عمليات شراء جديدة من المستثمرين.

إلى جانب ذلك، تساهم الحرب التجارية في التأثير السلبي على العملات الرئيسية مثل الدولار الأمريكي، مما يزيد من جاذبية الذهب للمستثمرين الأجانب باعتباره استثمارًا آمنًا بعيدًا عن الأصول المرتبطة بالعملات، حيث سجل الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق الآسيوية وسط الشكوك المتزايدة حول قدرة الولايات المتحدة والصين على الوصول إلى حلول دائمة للأزمة.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

بالإضافة إلى الحرب التجارية، ساهمت التوترات الجيوسياسية الأخرى في تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث شهدت الأسواق العالمية مؤخرًا تصعيدًا جديدًا في العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، وتحديدًا بعد سلسلة من الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيَّرة، مما زاد المخاوف من صراع طويل الأمد قد يؤثر على الاقتصاد العالمي، مثل هذه التوترات تشجع المتداولين على التحوط بالذهب للتقليل من المخاطر المرتبطة بالأسهم والسندات.

كما أشار بنك جي بي مورغان إلى التوقعات بأن تصل أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة قد تتجاوز حاجز 4,000 دولار للأوقية العام المقبل، خاصة إذا استمرت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي عالميًا، مما يدعم طلب السوق على السبائك الذهبية.

تأثير قوة الدولار ومعادن أخرى على أسواق الذهب

من العوامل التي تؤثر على أداء الذهب، التغيرات في قيمة الدولار الأمريكي والذي شهد تراجعًا بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية، مما ساعد على تعزيز الطلب على الذهب لدى المستثمرين الدوليين، كما أن المعادن النفيسة الأخرى سجلت بعض التراجعات، حيث انخفضت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم في حين استقرت أسعار النحاس في الأسواق العالمية.

من المهم متابعة مثل هذه التطورات عن كثب للتعرف على الفرص الاستثمارية التي قد يقدمها السوق في الفترة القادمة، حيث لا يزال الذهب الوجهة الرئيسية للمستثمرين الباحثين عن الأمان في أوقات الأزمات وتراجع استقرار الأسواق العالمية.