هاني جنينة يشرح سبب هبوط الذهب 6% بعد موجة صعود قوية

أسعار الذهب في مصر والتحليل الاقتصادي للتراجع الأخير وتأثير العوامل العالمية على السوق

أكد هاني جنينة، الخبير الاقتصادي، أن التراجع في أسعار الذهب في مصر بنسبة 6% يُعد تصحيحًا طبيعيًا بعد موجات ارتفاع متتالية شهدها المعدن النفيس خلال الأشهر الماضية، مشيرًا إلى أن الصراع المستمر بين الولايات المتحدة والصين سيبقي أسعار الذهب في مسار تصاعدي على المدى الطويل، مما يؤكد الأهمية الكبيرة لمتابعة تحركات الأسعار وتأثيرها على السوق المحلي.

لماذا يشهد سوق الذهب في مصر تراجعًا مؤقتًا بعد ارتفاعات كبيرة؟

أوضح هاني جنينة أن التراجع الحالي في سوق الذهب في مصر لا يعني ضعفًا في الطلب أو انهيارًا في القيمة، بل هو تصحيح طبيعي بعد ارتفاعات كبيرة تجاوزت 50% منذ بداية العام الجاري، وهذا الانخفاض بنسبة 6% يعكس استقرار الأسواق بعد موجة صعود حادة أثارت حالة من القلق بين المستثمرين والأفراد. وأشار إلى أن الارتفاع في أسعار الذهب لم يكن نتيجة للتضخم كما اعتدنا في السنوات الماضية، وإنما نتيجة تحركات استراتيجية للبنوك المركزية الكبرى التي تسعى لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع الأصول الاحتياطية، وهو ما يعكس دورًا متغيرًا للذهب في الأسواق العالمية، ويؤثر مباشرة على تسعير الذهب في مصر الذي يتبع الأسعار الدولية بدقة.

لماذا الوقت الحالي غير مناسب للاستثمار في الذهب في مصر؟

في تصريحات تلفزيونية، أوضح جنينة أن الوقت الراهن غير ملائم لاستثمار الأفراد في الذهب داخل مصر بسبب تقلبات الأسعار وعدم الاستقرار الذي تشهده الأسواق العالمية، وقد نصح بتوجيه المدخرات نحو بدائل مالية تتميز بالأمان والثبات مثل شهادات البنوك وصناديق الاستثمار المتخصصة التي توفر عوائد مستقرة مقارنة بتقلبات الذهب. ولتعزيز هذا التوجه، يمكن للمستثمرين النظر في المزايا التالية لكل خيار:

  • شهادات البنوك: عائد مضمون مع حماية رأس المال.
  • صناديق الاستثمار المتخصصة: تنويع للمحفظة وتقليل المخاطر.
  • الابتعاد عن تقلبات الذهب التي قد تخفض القيمة فجأة.

هذا التوجه يعكس رغبة الأفراد في تحقيق استقرار مالي على المدى القصير والمتوسط مع الحفاظ على فرصة النمو الآمن.

تأثير العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على أسعار الذهب في مصر

تزايدت صعوبة توقع أسعار الذهب في مصر، حسب جنينة، بسبب تعقيدات العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي، مؤكّدًا ارتباط تسعير الذهب محليًا بالتقلبات على المستوى الدولي، حيث تُترجم أي تغييرات في الأسعار العالمية مباشرة إلى السوق المحلي دون حلول وسط. ويبرز هذا التأثر في ظل استمرار التوتر بين القوى الاقتصادية الكبرى، وبينما يظل الذهب أداة تحوط مهمة على المدى الطويل، فإن خيارات الاستثمار الحالية تتجه نحو أدوات أكثر استقرارًا وأقل مخاطرة بسبب تفاوت العوامل المؤثرة. فيما يلي جدول يلخص التغير في أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة:

الفترة الزمنية التغير في أسعار الذهب (%)
بداية العام حتى الذروة +50%
الفترة الأخيرة (تراجع) -6%

يبقى الذهب خيارًا للتحوط الاستثماري طويل الأجل، لكنه ليس أفضل استثمار في الوقت الراهن مقارنة بالبدائل التي توفر استقرارًا أكبر وأقل تقلبًا في الأسواق المصرية والعالمية.