تراجع سعر الذهب بعد موجة صعود قوية دفعت المعدن النفيس إلى مستويات قياسية، وسط حالة من جني الأرباح نتيجة ارتفاع الدولار الأميركي وتزايد شهية المخاطرة في أسواق الأسهم، في ظل انتظار المستثمرين لبيانات التضخم الأميركية التي قد تلعب الدور الحاسم في تحديد اتجاه أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
تراجع سعر الذهب بعد صعود تاريخي يسجل أرقاما قياسية
شهد سعر الذهب انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 5% خلال تعاملات السوق الفورية، ليصل إلى 4136.72 دولار للأوقية، بعد أن سجل رقمًا قياسيًا غير مسبوق عند 4381.21 دولار يوم الإثنين الماضي، محققًا ارتفاعًا يقارب 60% منذ بداية العام الحالي؛ ويرجع التراجع الأخير إلى عمليات بيع جني الأرباح التي تلت موجة صعود مدعومة بالتوترات الجيوسياسية والزيادة في مشتريات البنوك المركزية بالإضافة إلى الطلب الاستثماري القوي، إلى جانب التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية. وأوضح تاجر المعادن المستقل تاي وونغ أن “الارتفاعات السريعة جذبت المشترين بقوة، إلا أن التقلبات الحادة دفعت المستثمرين إلى الحذر وربما اتخاذ قرارات البيع في الأمد القصير”.
صعود الدولار يجعل سعر الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى
ارتفع مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.4%، مما أدى إلى زيادة تكلفة الذهب بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، في الوقت الذي استقرت فيه مؤشرات “وول ستريت” مع صدور نتائج أرباح شركات كبرى. ووفقاً لتحليل جيم ويكوف، كبير محللي “كيتكو ميتالز”، فإن تحسن الرغبة في المخاطرة داخل الأسواق المالية منذ بداية الأسبوع تسبب في انخفاض الطلب على معادن الملاذات الآمنة مثل الذهب، متوقعًا استمرار هذا الاتجاه ما لم تظهر بيانات التضخم الأميركية المرتقبة مفاجآت غير متوقعة يوم الجمعة القادمة.
تأثير بيانات التضخم الأميركية على سعر الذهب ومسار الفائدة
تتركز الأنظار على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركية لشهر سبتمبر، التي يتوقع أن تظهر ارتفاعًا بنحو 3.1% على أساس سنوي. ويرى العديد من المحللين أن أرقامًا أقل من المتوقع ستزيد من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما يجعل سعر الذهب في موقع المستفيد الأكبر من دورة تخفيض الفائدة، لا سيما أنه لا يدر عوائد نقدية. ورغم الفائدة المحتملة للذهب من هذه الخطوة، فإن ارتفاع الأسعار الفائت يعرض المستثمرين لمخاطر تقلبات حادة قصيرة الأمد.
- بيانات التضخم الأميركية المرتقبة
- توجهات الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة
- تأثير قوة الدولار على تكلفة الذهب
- تغيرات شهية المخاطرة في الأسواق المالية
المعدن النفيس | نسبة التغير الأخيرة | السعر الحالي (دولار للأوقية) |
---|---|---|
الذهب | -5% | 4136.72 |
الفضة | -7% | 48.79 |
البلاتين | -7% | 1519.45 |
حالة الأسواق العالمية وتطورات المعادن النفيسة الأخرى
تراجع سعر الفضة بأكثر من 7% ليصل إلى 48.79 دولار للأوقية، كما هبط البلاتين بنسبة مماثلة إلى 1519.45 دولار، بينما ارتفع مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي بنسبة 0.1% ليصل إلى 572.56 نقطة بدعم نتائج مالية قوية لشركات كبرى مثل “أسا أبلوي” و”إدينريد”. وعلى الجانب الآخر، استقرت مؤشرات “وول ستريت” خلال افتتاح جلسات التداول، وسط تقييم المستثمرين لموسم الأرباح الأميركية وتأثير التوترات التجارية القائمة بين واشنطن وبكين، ما يعكس توازنًا مؤقتًا في سعر الذهب بين رغبة المستثمرين في المخاطرة وتوقعاتهم لخفض الفائدة الأميركية.
مع انتظار بيانات التضخم القادمة، يبقى الذهب محط أنظار الأسواق المالية، حيث يمكن لأي تطور مفاجئ في أرقام التضخم أو السياسة النقدية أن يشعل موجة جديدة من التحركات الصاعدة أو التراجعات الحادة لهذه العملة الآمنة.